جعفر عليه السلام فأثبت الله عزّ وجلّ لداود في عمره ثلاثين سنة وكانت له عند الله مثبتة فذلك قوله عزّ وجلّ يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ، قال فمحا الله ما كان عنده مثبتاً لآدم وأثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتاً قال فمضى عمر آدم فهبط ملك الموت لقبض روحه فقال له آدم يا ملك الموت انه قد بقي من عمري ثلاثون سنة فقال له ملك الموت يا آدم ألم تجعلها لابنك داود النبيّ وطرحتها من عمرك حين عرض عليك أسماء الأنبياء من ذرّيتك وعرضت عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي الدّخياء فقال له آدم ما اذكر هذا قال فقال له ملك الموت يا آدم لا تجحد ألم تسأل الله عزّ وجلّ أن يثبته لداود ويمحوها من عمرك فأثبتها لداود في الزّبور ومحاها من عمرك في الذكر قال آدم حتّى أعلم ذلك ، قال أبو جعفر عليه السلام : وكان آدم صادقاً قال لم يذكر ولم يجحد فمن ذلك اليوم أمر الله تبارك وتعالى العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل لأجل نسيان آدم وجحوده ما على نفسه.
وفي الكافي ما يقرب منه في روايتين على اختلاف في عدد ما يزيد على عمر داود : وزاد شهادة جبرائيل وميكائيل على آدم.
وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ لا يزيد على ما يجب ولا ينقص وَلا يَأْبَ كاتِبٌ لا يمتنع احد من الكتّاب أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللهُ مثل ما علّمه الله من كتبه الوثائق ولا يأب أن ينفع الناس بكتابته كما نفعه الله بتعليمها كقوله وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ فَلْيَكْتُبْ تأكيداً ومتعلق بكما علّمه الله وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُ لأنّه المقرّ المشهود عليه والإملال والأملاء واحد وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ أي المملي أو الكاتب وَلا يَبْخَسْ ولا ينقص مِنْهُ من الحق أو ممّا أملى عليه شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً ناقص العقل أو مبذّراً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ في تفسير الإمام : يعني ضَعِيفاً في بدنه لا يقدر أن يملّ أو ضعيفاً في فهمه وعلمه لا يقدر أن يمل ويميز الألفاظ التي هي عدل عليه وله من الألفاظ التي هي جور عليه أو على حميمه أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ بمعنى أن يكون مشغولاً في مرّمة لمعاش أو تزوّد لمعاد أو لذة في غير محرّم فان تلك الأشغال التي لا ينبغي للعاقل أن يشرع في غيرها.
وفي التهذيب عن الصادق عليه السلام : السفيه الذي يشتري الدرهم بأضعافه والضعيف الأبله.