دفعة كما يرزقهم دفعة.
وعنه : أنه سئل كيف يحاسب الله سبحانه الخلق ولا يرونه قال كما يرزقهم الله ولا يرونه.
وفي تفسير الإمام : لأنّه لا يشغله شأن عن شأن ولا محاسبة عن محاسبة فإذا حاسب واحداً فهو في تلك الحالة محاسب للكل يتم حساب الكل بتمام حساب الواحد وهو كقوله : ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ ويأتي في سورة الأنعام ما يقرب منه.
أقول : ولسرعة الحساب معنى آخر يجتمع مع هذا المعنى ويؤيده وهو ان الله يحاسب العبد في الدنيا في كل آن ولحظة فيجزيه على عمله في كل حركة وسكون ويكافئ طاعاته بالتوفيقات ومعاصيه بالخذلانات فالخير يجرّ الخير والشر يدعو إلى الشر ومن حاسب نفسه في الدنيا عرف هذا المعنى ولهذا ورد : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وهذا من الأسرار التي لا يمسها الا المطهرون.
(٢٠٣) وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ يعني أيّام التشريق وذكر الله فيها التكبير في أعقاب الصلوات من ظهر يوم النحر إلى صلاة الفجر من اليوم الثالث لمن كان بمنى وفي الأمصار إلى عشرة صلوات والتكبير : الله أكبر الله أكبر لا إله إلّا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدأنا الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام كذا عنهم عليهم السلام في الكافي والعيّاشيّ وغيرهما فَمَنْ تَعَجَّلَ استعجل النفر من منى فِي يَوْمَيْنِ بعد يوم النحر إذا فرغ من رمي الجمار فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ حتى رمى في اليوم الثالث فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ قيل معنى نفي الإثم بالتعجل والتأخر التخيير بينهما والرد على اهل الجاهلية فان منهم من اثَّم المتعجل ومنهم من اثَّم المتأخر.
وفي الفقيه : سئل الصادق عليه السلام عن هذه الآية فقال ليس هو على أن ذلك واسع إن شاء صنع ذا وإن شاء صنع ذا لكنّه يرجع مغفوراً له لا إثم عليه ولا ذنب له.