الله عليه وآله وسلم وقريش ترجو أن تكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل الله تعالى : ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق فإفاضتهم منها ومن كان من بعدهم.
أقول : وعلى هذه الأخبار فمعنى ثُمَ الترتيب في الرتبة لتفاوت ما بين الافاضتين كما في قولك أحسن إلى الناس ثمّ لا تحسن إلى غير الكريم.
وأورد في المجمع سؤالاً وهو ان ثمّ للترتيب فما معنى الترتيب هاهنا وأجاب بأن أصحابنا رووا انّ هاهنا تقديماً وتأخيراً تقديره لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ وذكر تفسيراً آخر وهو أن يكون المراد الإفاضة من المزدلفة إلى منى يوم النحر قبل طلوع الشمس قال والآية تدلّ عليه لأن قوله ثُمَّ أَفِيضُوا يدل على أنّها إفاضة ثانية.
أقول : وهو مخالف للأخبار الواردة في سبب نزول الآية من طرق الخاصّة والعامّة كما مرّ الا ما في تفسير الإمام فان فيه : ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ أي ارجعوا من المشعر الحرام من حيث رجع الناس من جمع قال والناس في هذا الموضع الحاجّ غير الحمس فان الحمس كانوا لا يفيضون من جمع وهو كما ترى والعلم عند الله. وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ واطلبوا المغفرة من الله من جاهليّتكم في تغيير المناسك إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ يغفر ذنب المستغفر ويرحم عليه.
(٢٠٠) فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فرغتم من أفعال الحجّ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فاذكروا ذكر الله بآلائه لديكم وإحسانه إليكم وبالغوا فيه كما تفعلونه في ذكر آبائكم بأفعالهم ومآثرهم وأبلغ منه.
في تفسير الإمام : خيّرهم بين ذلك ولم يلزمهم أن يكونوا أشدّ ذكراً له منهم لآبائهم وإن كانت نعم الله عليهم أكثر وأعظم من نعم آبائهم.
وفي المجمع عن الباقر عليه السلام : كانوا إذا فرغوا من الحجّ يجتمعون هناك