في التهذيب والعيّاشيّ مضمراً : أنه سئل عن المشركين أيبتدؤهم المسلمون بالقتال في الشهر الحرام فقال إذا كان المشركون ابتداؤهم باستحلالهم ثمّ رأى المسلمون أنهم يظهرون عليهم فيه وذلك قوله سبحانه الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ فذلكة وتأكيد لما سبق في التهذيب عن الصادق عليه السلام : في رجل قتل رجلاً في الحرم وسرق في الحرم فقال يقام عليه الحدّ وصغار له لأنّه لم ير حرمة للحرم وقد قال الله تعالى : فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ يعني في الحرم وقال فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ وَاتَّقُوا اللهَ في الانتصار فلا تعتدوا إلى ما لم يرخّص لكم وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ فيحرسهم ويصلح شأنهم.
(١٩٥) وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ في الجهاد وسائر أبواب البر وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ بالإسراف وتضييع وجه المعاش وبكل ما يؤدي إلى الهلاك ، في المجالس عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم قال : طاعة السلطان واجبة ومن ترك طاعة السلطان فقد ترك طاعة الله ودخل في نهيه ان الله يقول : وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.
في الكافي والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام قال : لو أن رجلاً أنفق ما في يديه في سبيل من سبل الله ما كان أحسن ولا وفق للخير أليس يقول الله : وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ يعني المقتصدين.
وفي المحاسن عنه عليه السلام قال : إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله بكل حسنة سبعمائة وذلك قول الله سبحانه : يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله فقيل له وما الإحسان فقال إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك وإذا صمت فتوق كل ما فيه فساد صومك وإذا حججت فتوق ما يحرم عليك في حجّك وعمرتك قال وكل عمل تعمله لله فليكن نقياً من الدنس.