والقمّيّ ما يقرب منه قال : وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم في مسجد بني سالم.
وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ خصّ الرسول بالخطاب تعظيماً له وإيجاباً لرغبته ثمّ عمّ تصريحاً بعموم الحكم جميع الأمة وسائر الأمكنة وتأكيداً لأمر القبلة وتخصيصاً للامة على المتابعة وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ لعلمهم بأن عادته تعالى تخصيص كل شريعة بقبلة ولتضمّن كتبهم أنّه يصلي إلى القبلتين وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ وعد ووعيد للفريقين.
(١٤٥) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ برهان وحجة ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ لأن المعاند لا تنفعه الدلالة وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ قطع لأطماعهم وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ لتصلب كل حزب فيما هو فيه وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ على سبيل الفرض المحال أو المراد به غيره من أمته من قبيل إياك أعني واسمعي يا جارة إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ أكد تهديده وبالغ فيه تعظيماً للحق وتحريصاً على اقتفائه وتحذيراً عن متابعة الهواء واستعظاماً لصدور الذنب عن الأنبياء.
(١٤٦) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يعني علماءهم يَعْرِفُونَهُ يعرفون محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلم بنعته وصفته ومبعثه ومهاجره وصفة أصحابه في التوراة والإنجيل كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ في منازلهم وَإِنَّ فَرِيقاً وهم المعاندون دون المؤمنين مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ.
(١٤٧) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ إنك لرسول إليهم فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ الشاكين.
(١٤٨) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ ولكل قوم قبلة وملّة وشرعة ومنهاج يتوجهون إليها هُوَ مُوَلِّيها الله موليها إياهم وقرئ مولاها بالألف أي قد وليّها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ الطاعات
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام : الْخَيْراتِ الولاية.
أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً قيل أينما متم في بلاد الله يأت بكم الله جميعاً إلى المحشر يوم القيامة.