ولكنهم كانوا أسباطاً أولاد الأنبياء ولم يكونوا فارقوا الدنيا الا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا.
وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى التوراة والإنجيل وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ جملة المذكورون منهم وغير المذكورين مِنْ رَبِّهِمْ نزّل عليهم من ربهم لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ كاليهود يؤمن ببعض ويكفر ببعض ، وأَحَدٍ لوقوعه في سياق النفي عمّ فساغ أن يضاف إليه بَيْنَ وَنَحْنُ لَهُ لله مُسْلِمُونَ مذعنون مخلصون.
في الخصال فيما علّم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه : إذا قرأتم قُولُوا آمَنَّا فقولوا آمنا إلى قوله مُسْلِمُونَ.
وفي الفقيه في وصاياه لابنه محمّد بن الحنفيّة : وفرض على اللسان الإقرار والتعبير عن القلب بما عقده عليه فقال عزّ وجلّ قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا الآية.
(١٣٧) فَإِنْ آمَنُوا أي سائر الناس بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ بما آمنتم به والمثل مقحم في مثله كما في قوله تعالى وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ أي عليه وقرئ بحذفه فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا أعرضوا : فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ في كفر كذا في المجمع عن الصادق عليه السلام. وأصله المخالفة والمناوأة فان كل واحد من المتخالفين في شق غير شق الآخر فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ تسلية وتسكين للمؤمنين ووعد لهم بالحفظ والنصر على من ناوأهم وَهُوَ السَّمِيعُ لأقوالكم الْعَلِيمُ باخلاصكم.
(١٣٨) صِبْغَةَ اللهِ صبغنا الله صبغة وهي فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها فسرها الصادق عليه السلام : بالإسلام كما في الكافي ورواه العيّاشيّ. وعنه : هي صبغ المؤمنين بالولاية في الميثاق. وقيل سمي صبغة لأنّه ظهر عليهم أثره ظهور الصّبغ على المصبوغ وتداخل قلوبهم تداخل الصبغ الثوب أو للمشاركة فان النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمّونه المعمودية ويقولون هو تطهير لهم وبه تحقّق نصرانيّتهم وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً لا صبغة أحسن من صبغته وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ تعريض بهم أي لا نشرك به كشرككم.
(١٣٩) قُلْ أَتُحَاجُّونَنا أتجادلوننا فِي اللهِ في شأنه واصطفائه نبياً من العرب قيل