اليه من دلائل التوحيد والنبوّة وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ ما تكمل به نفوسهم من المعارف والأحكام وَيُزَكِّيهِمْ عن الشرك والمعاصي إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الذي لا يقهر ولا يغلب على ما يريد الْحَكِيمُ المحكم للأمر والصانع على وفق الحكمة.
(١٣٠) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ استبعاد وإنكار يعني لا يرغب عن ملته إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ الا من استهانها وأذلها واستخف بها قيل أصله سفه نفسه بالرفع نصب على التميز مثل غبن رأيه وقيل سفه بالكسر متعدّ وبالضم لازم ويشهد له ما جاء في الحديث : الكبر ان تسفه الحق وتغمض الناس.
في المحاسن عن السجّاد : ما أحد على ملة إبراهيم الا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها براء.
وفي الكافي عن الصادق والكاظم عليهما السلام : ما في معناه.
وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ حجة وبيان لذلك فان من كان بهذه الصفة فهو حقيق بأن يتبع لا يرغب عن اتباعه الا سفيه أو متسفّه.
(١٣١) إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ مبادراً إلى الإذعان وإخلاص السر أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ.
(١٣٢) وَوَصَّى بِها أي بالملّة أو بهذه الكلمة أي بكلمة أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ وقرئ أوصى إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ووصى بها يعقوب أيضاً بنيه يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ دين الإسلام فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ أمرهم بالثبات على الإسلام بحيث لا يتطرق إليه الزوال بحال.
(١٣٣) أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ على الإنكار أي ما كنتم حاضرين ، قيل ان اليهود قالوا لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ألست تعلم أن يعقوب أوصى بنيه باليهودية يوم مات فنزلت إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي أراد به تقريرهم على التوحيد والإسلام وأخذ ميثاقهم على الثبات عليهما قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ عد إسماعيل من آبائه لأن العرب تسمي العم