تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ أي السحر.
وفي الاحتجاج عن الصادق عليه السلام في حديث : قال السائل فمن اين علم الشياطين السحر قال من حيث عرف الأطباء الطبّ بعضه تجربه وبعضه علاج وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ ولا استعمل السحر كما قال هؤلاء الكافرون وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا وقرئ بتخفيف النون ورفع ما بعده : يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ يعني كفروا بتعليمهم الناس السحر الذي نسبوه إلى سليمان بن داود وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ وبتعليمهم إيّاهم ما أنزل على الملكين (بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ اسم الملكين.
قال الصادق عليه السلام : وكان بعد نوح قد كثر السحرة والمموّهون فبعث الله تعالى ملكين إلى نبي ذلك الزمان بذكر ما يسحر به السحرة وذكر ما يبطل به سحرهم ويرد به كيدهم فتلقاه النبيّ عن الملكين وأداه إلى عباد الله بأمر الله عز وجل وأمرهم أن يقفوا به على السحر وان يبطلوه ونهاهم أن يسحروا به الناس وهذا كما يدلّ على السم ما هو وعلى ما يدفع به غائلة السم ثمّ يقال لمتعلم ذلك هذا السم فمن رأيته سم فادفع غائلته بكذا وكذا وإياك أن تقتل بالسم أحداً قال : وذلك النبيّ أمر الملكين أن يظهرا للناس بصورة بشرين ويعلماهم ما علمهما الله من ذلك ويعظاهم وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ ذلك السحر وإبطاله حَتَّى يَقُولا للمتعلم إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ امتحان للعباد ليطيعوا الله عزّ وجلّ فيما يتعلمون من هذا ويبطلوا به كيد السحر ولا يسحروا فَلا تَكْفُرْ باستعمال هذا السحر وطلب الإضرار به ودعاء الناس إلى أن يعتقدوا أنك به تحيي وتميت وتفعل ما لا يقدر عليه الا الله فان ذلك كفر فَيَتَعَلَّمُونَ يعني طالبي السحر مِنْهُما يعني ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ من النّيرنجات وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ يتعلمون من هذين الصنفين ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ هذا من يتعلم للإضرار بالناس يتعلمون التفريق بضروب من الحيل والتمائم والإيهام وانه قد دفن في موضع كذا وعمل كذا ليخبّ قلب المرأة على الرجل وقلب الرجل على المرأة وتؤدي إلى الفراق بينهما وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ أي ما