شيء من الشجرة والأمكنة عليه مشتملاً لا والله يا موسى ولكن السامري نصب عجلاً مؤخّره إلى حائط وحفر في الجانب الآخر في الأرض واجلس فيه بعض مردته فهو الذي وضع فاه على دبره وتكلم بما تكلم لما قال هذا إلهكم وإله موسى يا موسى بن عمران ما خذل هؤلاء بعبادتي واتخاذي إلهاً الا لتهاونهم بالصلاة على محمّد وآله الطيبين وجحودهم لموالاتهم ونبوة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم ووصية الوصي قال الله تعالى : فإذا خذل عبدة العجل بتهاونهم بالصلاة على محمّد وعليّ فما تخافون من الخذلان الأكبر في معاندتكم لهما وقد شاهدتموها وتبيّنتم آياتهما ودلائلهما.
والقمّيّ : إن بني إسرائيل لما ذهب موسى إلى الميقات ليأتيهم بألواح التوراة ووعدهم الرجعة بعد ثلاثين يوماً فعند ما انتهت الثلاثون يوماً ولم يرجع موسى إليهم جاءهم إبليس في صورة شيخ وقال لهم إن موسى قد هرب ولا يرجع إليكم أبداً فاجمعوا إلي حليّكم حتّى اتخذ لكم إلهاً تعبدونه وكان السامري يوم أغرق الله فرعون وأصحابه على مقدّمة موسى وهو من خيار من اختصه موسى فنظر السامري إلى جبرائيل عليه السلام وهو على مركوب في صورة رَمَكة فكانت كلما وضعت حافرها على موضع من الأرض تحرك موضع حافرها فجعل السامري يأخذ التراب من تحت حافر رمكّة جبرئيل فصرّه في صرّة وحفظه وكان يفتخر به على بني إسرائيل فلما اتخذ إبليس لهم العجل قال للسامري هات التراب الذي عندك فأتاه به فألقاه في جوف العجل فتحرك وخار ونبت له الوبر والشعر فسجد بنو إسرائيل للعجل ، وكان عدد من سجد له سبعين ألفاً.
(٥٢) ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أي عفونا عن أوائلكم عبادتهم العجل لعلكم يا أيها الكائنون في عصر محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم من بني إسرائيل تشكرون تلك النعمة على أسلافكم وعليكم بعدهم وإنّما عفا الله عز وجل عنهم لأنّهم دعوا الله بمحمّد وآله صلّى الله عليهم وجددوا على أنفسهم الولاية بمحمّد وعلي وآلهما الطاهرين فعند ذلك رحمهم وعفا عنهم.
(٥٣) وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ واذكروا إِذْ آتَيْنا مُوسَى التوراة المأخوذ عليكم