في اثني عشر موضعاً إلى جانب ذلك ويقول اللهمّ بجاه محمّد وآله الطيبين بيّن لنا الأرض وأمط الماء عنّا فصار فيه تمام اثني عشر طريقاً وجف قرار الأرض بريح الصبا فقال ادخلوها قالوا : كل فريق منا يدخل سكة من هذه السكك لا يدري ما يحدث على الآخرين فقال الله عزّ وجلّ فاضرب كل طود من الماء بين هذه السكك فضرب وقال اللهمّ بجاه محمّد وآله الطيبين لما جعلت في هذه الماء طيقاناً واسعة يرى بعضهم بعضاً ثمّ دخلوها فلما بلغوا آخرها جاء فرعون وقومه فدخل بعضهم فلما دخل آخرهم وهمّ بالخروج أوّلهم أمر الله تعالى البحر فانطبق عليهم فغرقوا وأصحاب موسى ينظرون إليهم قال الله عزّ وجلّ لبني إسرائيل في عهد محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم إذا كان الله فعل هذا كله بأسلافكم لكرامة محمّد صلّى الله عليه وآله ودعاء موسى دعاء تقرب بهم فما تعقلون إن عليكم الايمان بمحمّد وآله صلّى الله عليهم إذ قد شاهدتموه الآن.
(٥١) وَإِذْ واعَدْنا مُوسى وقرئ وعدنا بغير الف أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ كان موسى ابن عمرأن يقول لبني إسرائيل إذا فرّج الله عنكم وأهلك أعدائكم أتيتكم بكتاب من ربكم يشتمل على أوامره ونواهيه ومواعظه وعبره وأمثاله فلما فرّج الله عنهم أمره الله عزّ وجلّ أن يأتي للميعاد ويصوم ثلاثين يوماً فلما كان في آخر الأيّام استاك قبل الفطر فأوحى الله عزّ وجلّ إليه يا موسى أما علمت أن خلوق فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك صم عشراً آخر ولا تستك عند الإفطار ففعل ذلك موسى فكان وعد الله عزّ وجلّ أن يعطيه الكتاب بعد أربعين ليلة فأعطاه إياه فجاء السامري فشبه على مستضعفي بني إسرائيل وقال وعدكم موسى أن يرجع إليكم بعد أربعين ليلة وهذه عشرون ليلة وعشرون يوماً تمت أربعون اخطأ موسى ربّه وقد أتاكم ربكم أراد أن يريكم أنّه قادر على أن يدعوكم إلى نفسه بنفسه وإنّه لم يبعث موسى لحاجة منه إليه فأظهر لهم العجل الذي كان عمله فقالوا له فكيف يكون العجل إلهنا قال لهم إنّما هذا العجل يكلمكم منه ربكم كما كلّم موسى من الشجرة فالإله في العجل كما كان في الشجرة فضلوا بذلك وأضلوا فقال موسى : يا ايها العجل أكان فيك ربّنا كما يزعم هؤلاء فنطق العجل وقال عزّ ربّنا عن أن يكون العجل حاوياً له أو