والعيّاشي عنه عليه السلام : أنه سئل عن إبليس أكان من الملائكة أو هل يلي شيئاً من أمر السماء؟ قال : لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي شيئاً من أمر السماء وكان من الجنّ وكان مع الملائكة وكانت الملائكة ترى أنّه منها وكان الله يعلم أنّه ليس منها فلمّا أمر بالسّجود كان منه الذي كان.
وفي الكافي : عنه عليه السلام : مثله إلى قوله : ولم يكن يلي شيئاً من أمر السماء وزاد بعده : ولا كرامة. إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً بَدَلاً منكم ورافعكم منها فاشتد ذلك عليهم لأن العبادة عند رجوعهم إلى السماء تكون أثقل عليهم.
وفي رواية : خَلِيفَةً تكون حجّة لي في أرضي على خلقي. كما يأتي : قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ كما فعلته الجنّ بني الجان الذين قد طردناهم عن هذه الأرض وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ننزّهك عمّا لا يليق بك من الصفات وَنُقَدِّسُ لَكَ نطهّر أرضك ممّن يعصيك. قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ من الصلاح الكامن فيه ومن الكفر الباطن في من هو فيكم وهو إبليس لعنه الله.
القمّيّ عن الباقر عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام ، ورواه في العلل أيضاً عنه عليه السلام على اختلاف في ألفاظه قال : إنّ الله لما أراد أن يخلق خلقاً بيده وذلك بعد ما مضى عن الجنّ والنّسناس في الأرض سبعة آلاف سنة فرفع سبحانه حجاب السماوات وأمر الملائكة أن انظروا إلى أهل الأرض من الجنّ والنّسناس فلمّا رأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحقّ عظم ذلك عليهم وغضبوا الله تعالى وتأسفوا على الأرض ولم يملكوا غضبهم وقالوا ربّنا أنت العزيز القادر العظيم الشأن وهذا خلقك الذّليل الحقير المتقلّب في نعمتك المتمتّع بعافيتك المرتهن في قبضتك وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب ويفسدون في الأرض ولا تغضب ولا تنتقم لنفسك وأنت تسمع وترى وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه لك ، فقال جلّ جلاله : إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً تكون حجّة لي في أرضي على خلقي. قالت الملائكة أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها كما أفسد هؤلاء وَيَسْفِكُ الدِّماءَ كما فعل هؤلاء ويتحاسدون ويتباغضون فاجعل ذلك الخليفة منّا فانّا لا نتحاسد ولا نتباغض ولا نسفك الدماء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ