وهنا «سقاية وعمارة» مصدران تقابلان ب «من آمن»؟ ولا تقابل بين مصدر وفاعل! ، علّ القصد منهما بصورة المصدر هو سيرة الفاعل لهما ، أنهما أصبحا سقاية وعمارة حيث أصبح كيانهما ككل إياهما دون
__________________
ـ المنثور ٣ : ٢١٨ عن عبد الله بن عبيد قال قال علي (عليه السلام) : وفيه روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده عن ابن بريدة عن أبيه قال : بينما شيبة والعباس يتفاخران إذ مر بهما علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال : بماذا تتفاخران؟ فقال العباس : لقد أوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد ، سقاية الحاج ، وقال شيبة : أوتيت عمارة المسجد الحرام فقال علي (عليه السلام) : استحييت لكما فقد أوتيت على صغري ما لم تؤتيا ، فقالا : وما أوتيت يا علي؟ فقال : ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله فقام العباس مغضبا يجر ذيله حتى دخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقال : أما ترى إلى ما استقبلني به علي؟ فقال : ادعوا عليا فدعى له ، فقال : ما دعاك إلى ما استقبلك به عمك ، فقال يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) صدمته بالحق فمن شاء فليغضب ومن شاء فليرضى فنزل جبرئيل (عليه السلام) وقال : يا محمد ربك يقرؤك السلام ويقول أتل عليهم (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ)
وفيه عن تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام) يا أمير المؤمنين أخبرنا بأفضل مناقبك ، قال : نعم كنت أنا وعباس وعثمان بن أبي شيبة في المسجد الحرام ، قال عثمان أعطاني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) الخزانة يعني مفاتيح الكعبة ، وقال العباس : أعطاني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) السقاية وهي زمزم ولم يعطك شيئا يا علي ، قال : فأنزل الله (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ).