الأربعة الأولى
إلى نهاية النفود الذي تركناه هنا ولم نعد إليه. إلا أنه لم يغب عن ناظري وظل يلوح
باستمرار إلى شمال دربي وحتى وصولي إلى تيماءTeima
على مسافات تتراوح ما بين ٦ و ١٨ كيلومترا.
انطلاقا من النفود
وبعد ست ساعات من السير وصلت إلى بعض خيام عنيزة نصبوها على بعد حوالي ٥ أميال
أمام جبل حلوان ، فتوقفت في خيمة الشيخ مربطMirbat.
في مظهرها ، كانت
الصحراء الحجرة دونما تبديل اعتبارا من بئر المريد ، لكن الكلس أعقب الحث وقرب
مخيمي لتلك الليلة بدأت تظهر من جديد ملامح بركانية الأصل.
في صباح اليوم
التالي ، قادتني مسيرة ست ساعات تقريبا باتجاه الجنوب الغربي من بعد تجاوز جبل
خنلوه ، إلى صخور خاله حيث أقمنا مخيّمنا.
بعد فترة وجيزة من
مغادرتي المخيم في الصباح ، صادفت هضبة بركانية واسعة تحمل على الاعتقاد بوجود
طريق رومانية. كل الهضبة كانت تبدو مرصوفة بحجارة كبيرة مربعة قصّبت بعناية.
صخور خاله Khalah هي سلسلة تلال من الحث ، بيضاء اللون معزولة ، مستديرة
عند قاعدتها وبيضاوية القمم ، قطرها السفلي يبلغ من ٣٠ إلى ٣٥ مترا فيما يبلغ
ارتفاعها من ١٠ إلى ١٥ مترا. مجمل هذا الارتفاع يتجه على غرار جبال حلوان وعرنان
وخنلوه من الشمال ـ الشرقي إلى الجنوب ـ الغربي. المساحات التي تفصل ما بين التلال
مملوءة بالرمل وتحوي بعض النباتات.
في اليوم التالي
في ٩ تشرين الثاني ، قطعت حوالي عشرة كيلومترات إضافية في منطقة خاله المملوءة
بالتلال لأصل إلى صحراء حجرة من الحث الأسود يبدو وكأنه تفحّم. في نهاية
الكيلومترات العشرين الأولى أي قرابة الدرجة ٣٧ من خط الطول ، صادفت تكوينا حثيا
غريبا جدا أسميته حثا مرققا. يبدو وكأن ورقات من الحث بسماكة سنتيمتر إلى
سنتيمترين قد وضعت الواحدة فوق الأخرى وأن حافات الورقات العليا قد التفت وارتفعت
في خضوعها لحرارة عالية على طريقة ورقات الرق في حالة مماثلة. هنا رأيت أيضا قواعد
مدورة ومربعة خارجة من الأرض شبيهة بقطع أعمدة وكلها بركانية الأصل. كنت قد رأيت
الظواهر نفسها بين كهفة وقوارح وشمالي قصيبة. هذه القطع الحثية عينها اعتبرها
بالغرايف بأنها بقايا صروح وذكّرته بعبادة الكواكب.