غير أننا توصلنا
في النهاية إلى تفاهم وتوافقنا على ألّا أخرج إلا بصحبة شمّري واثنين من رجاله
وفيما عدا ذلك لي الحرية المطلقة. وأوصاني كما فعل الأمير حسن في بريدة بأن أرتدي
باستمرار زي شيخ شمّري كبير والسيف في يدي. وأضاف" آه ، لماذا اتيت الى هنا
في شهر رمضان المبارك؟ " فطمأنته ما استطعت مؤكدا له أن كل شيء سيسير على ما
يرام. فقال" إن شاء الله! ".
ستدركون مدى
المخاطر التي شكلها حضوري بالنسبة الى زامل عند ما تعلمون أن سكان عنيزة يعدون من
الأكثر تعصبا وأن زامل ليس أميرا عظيم الشأن على غرار ابن رشيد في حائل. عنيزة
اليوم هي مدينة شبه مستقلة ، إنها جمهورية وهو مجرد رئيس منتخب فيها.
وبالفعل ، كل شيء
سار على ما يرام ، واستطعت أن أقوم بكل جولاتي ومراقباتي ، حتى إنني وجدت صديقين
وهما : عبد العزيز ابن محمد البسام وهو تاجر ثري زار الهند وفارس والآخر الشيخ
غانم الذي أمضى سنتين في إستانبول.
قائد الحرس المدني
، إذا صح التعبير ، الذي يملكه زامل ، وهو أحد الجنديين اللذين وضعهما لحراستي ،
يدعى ثقيل ويبلغ من العمر خمسا وأربعين سنة. وقد جال بصفة درويش على ما أعتقد ، في
بلاد ما بين النهرين وكردستان وسورية ومصر ولذلك فإن أفكاره أوسع من أفكار
مواطنيه. وقد اسعفني كثيرا خلال الوقت القصير الذي قضيته في عنيزة وجنبني متاعب
عديدة. وقد اضطررت مرارا إلى قمع حميّته عند ما كان يهاجم بقوة مبالغة بعصاه أو
سيفه الحشد الذي كان يتبعني باستمرار ويضغط عليّ أحيانا.
وفق أقوال زامل
وآخرين ، فإن عنيزة أسست قبل ١٠٥٠ سنة والبعض يقول ١١٥٠ سنة. لم تكن المدينة
الأولى تشغل الموقع الحالي بل كانت على بعد ميل إلى الغرب. وبعد ما هجرت أو دمرت
بعد ثلاثمئة وعشرين سنة على وجودها ، أعيد بناؤها في الموقع الحالي.
أرض عنيزة صغيرة
جدا اليوم. وهي تتكون في الخارج من الشبيبية على مسافة تسعة أميال إلى الجنوب وهي قرية
مهدمة لم يبق منها سوى القصر وهو أيضا بات أطلالا. في الشتاء تزرع فيها أحيانا
حبوب.
على مسافة سبعة
أميال شرقا ، روضان العوشزية وفيها ١٠٠٠ نسمة