ولا بد من البحث
في عقدة نفسها عن مكان سكن حاتم طيء أكرم قدامى العرب. يتم الدخول الى عقدة من سهل
حائل عبر ممر تضيق فتحته التي تبلغ بداية قرابة مئة متر تدريجيا حتى تصل ما بين ٢٥
إلى ٣٠ مترا. وقد بنى الأمير في هذه النقطة حائطا بارتفاع ٣ أمتار وبسماكة متر
لقطع الممر كليا. وقد تركت في طرف الحائط الجنوبي فتحة تبلغ ٥ ، ١ متر للمرور.
وما ان نجتاز هذا
السور حتى نجد أنفسنا في واد صغير يضم قرية القني El Qeny التي تعدّ ١٥٠ نسمة. وابتداء من هذه البلدة ، تنفتح الوديان
من كل الجهات وجميعها على مستويات أعلى من الوادي الأول ومن ثمّ أعلى من سهل حائل
أيضا.
الوادي التالي ،
وداي القني ، يضم قرية أكبر من الأولى تدعى الويبار وتعد ٣٠٠ نسمة. هاتان
المقاطعتان الأوليان هما الكبريان من حيث تعداد السكان ومن حيث مساحتهما. في
الوديان الأخرى تتوزع ثماني مجموعات سكانية صغيرة مجموعها ٥٠٠ نسمة وهذه هي
أسماؤها : النبيتة ، السقا ، حسنا ، المعا ، غضيان ، الحايط رميض والعليّا.
في قرية الحايط
جنوبي القني والويبار جزء من ترسانة ابن رشيد. إنه مبنى من الآجرّ ككل مباني الجبل
يحتل مساحة تقارب ٨٠ مترا مربعا إنما تجاوره بعض المباني أكثر حداثة شيّدها الأمير
الحالي.
الأمير طلال هو
الذي شيد المبنى الرئيس مكان مبنى آخر هدمه ومن المرجح أن قبيلة طيىء شهدت هنا اول
استقرار لها منذ احتلالها الجبل لدى هجرتها من الجنوب. وحين وصل محمد ، الأمير
الحالي ، الى الحكم ، كان هذا المبنى الترسانة الوحيدة لسلالة شمر. لكن محمد الذي
كبر القصر الذي بناه الأمير طلال ، نقل إليه القسم الأكبر من الأسلحة التي كانت
محفوظة في عقده. أما اليوم فإن هذا القصر ببابه الكبير المغطى بلوح من الفولاذ بات
مجرد مخزن للطعام ولم يعد يحوي إلا مخزونا كبيرا من التمور وبعض السيوف والبنادق
بفتيل التي لا قيمة لها. أما شجرات نخيل الحايط فملك الأمير ابن رشيد الخاص.
ما يميز عقدة هو
النخيل الذي لا يحتاج إلى ري بفضل موقع الوديان بقاعها
__________________