مترا تقريبا والشمالي
بضعفها تقريبا. من بعيد وحتى مسافة قريبة نوعا ، تذكّر قمتاهما برؤوس الأهرام كما
تبدو من القاهرة. أما منحدراتهما التي تشكل مع الأفق زاوية تبلغ ٤٥ درجة ، فصعبة
التسلق لأنها مغطاة بأنقاض الصخور التي تعطيها عن قرب هيئة كومة من الحصى. وعلى
مسافة ٤ كيلومترات شمال ـ شرق صخور العليّم ، تلة أخرى طولها كيلومتر واحد وتتجاوز
بعض قممها الرمل بعشرة أمتار تقريبا.
رؤية هذه المنارة
في بحر الرمل هذا ، يولد فرحا إذ بالإضافة إلى أنها تدل على أننا في الطريق الصحيح
، فهي تلفت المسافر القادم من الجنوب لحظة رؤيتها إلى أنه قطع ثلث طريقه.
هذه الطريق التي
كانت بدءا من الجوف تتجه إلى الجنوب الشرقي ، ستتجه الآن انطلاقا من صخور العليّم
إلى الجنوب وتميل بضع درجات إلى الغرب.
بعد توقف دام ساعة
تابعنا طريقنا. كانت الطريق سهلة نسبيا طيلة باقي هذا اليوم ولكن النباتات شحت عن
السابق. الغضا غاب كليا تقريبا وفي المقابل" الأرطي" النادرة شمال
العليم أصبحت شائعة في الجنوب ولكن نباتات الجمل المفضلة أي النصي وحامض الرمث فلا
تزال وافرة.
بدت لي السماء
صافية عشية هذا اليوم ، فاتخذت موقعا لقياس ارتفاع نجمة القطب وقد منحني ذلك فرصة
مراقبة ظاهرة غريبة. كنت لم أزل أضبط أفقي في الزجاج عند ما هب نسيم غربي ناعم.
وعند ما أصبحت في وضع المراقبة تعذر علي الحصول على تماس أطراف النجمة التي لم تكن
واضحة. من جهة جهاز المسح ولولب التوقف كانا لا يعملان إلا بصرير. فتوقفت حالا
واكتشفت انه مهما كان النسيم ضعيفا فهو يحمل رملا في غاية النعومة يشوّش الصورة
المعكوسة بتراكمه على الأفق وفي الوقت نفسه يملأ كل أجزاء جهاز المسح بالرمل.
في اليوم التالي (٥
حزيران) انطلقنا منذ الثانية فجرا للاستفادة من البرودة. ولكن بعد نصف ساعة
اضطررنا إلى التوقف. كان الليل حالكا وقد اختفى كل أثر للدرب فجأة فعدلنا عن السير
حتى بواسطة البوصلة. وانتظرنا بوادر الفجر الأولى ممددين على الرمل فيما كانت
جمالنا التي لم نتركها تغيب عن نظرنا ، ترعى وهي محمّلة.
قرابة السادسة
والنصف صباحا التففنا حول فلج كبير يحمل اسم عيون قفيعة لأن