كليا لا تزال قائمة. والبركة أيضا لا تزال في حال جيدة وفيها ماء.
عند الواحدة وبعد أن قطعنا ٣٥ كيلومترا ابتداء من الطلحات ، خيمنا في محطة حامد حيث لا يوجد سوى بركة مربعة.
في اليوم التالي انطلقنا في السادسة صباحا ومررنا بعد ساعتين قرب محطة مغيصة حيث يوجد قصر وبركتان. وبعد عشرين كيلومترا خيمنا على ضفاف شعيب الخزعمي الذي ليس بعيدا عن قصر وبركة أم قرون.
ابتداء من الطلحات وحتى جدول الخثعمي تبدو المنطقة دوما بمظهر صحراء حجرة لا نباتات فيها. هذا الجدول جاف ولكنه مملوء بالخضرة لأنه تلقى ماء هذا الشتاء ، ونجد فيه عشبا وحطبا.
في ١٩ شباط ، سرنا في السادسة إلى الشمال تقريبا ، ١٠ درجات غربا.
بعد سفر دام ثلاث ساعات ، اجتزنا الشعيب أصب الذي هو ينبوع قرب آبار شبيكة ويجري في شط العرب قرب البصرة.
بعد مرور ساعة على عبورنا شعيب أصب ، وصلنا إلى شعيب أبو خمسات الذي كان مملوءا بالخضرة. وخيمنا على مسافة ساعة إلى الشمال.
على بعد بضعة كيلومترات إلى شرق مخيمنا قصر السيد مع ينبوع ، وعلى مسافة بضعة كيلومترات إلى الجنوب ـ الشرقي قصر رحيم وينبوع ماء مرّ.
منذ الثامنة صباحا بدت أمامنا قبة مسجد علي المذهبة في النجف وهي تلمع كالشمس. وقد شجع هذا المنظر الجميع وأنساهم الكثير من المآسي التي عانوها.
في اليوم التالي في ٢٠ شباط ، كان الجميع جاهزين قبل الفجر بوقت طويل. في السادسة انطلقت المسيرة وبعد ساعة ونصف الساعة وصلنا أمام" بحر النجف" وتركناه إلى يميننا للالتفاف حوله. وسرنا على التوالي إلى الشمال ـ الشرقي ثم إلى الشرق وأخيرا إلى الجنوب ـ الشرقي. عند الظهر إلا بضع دقائق وصلت إلى النجف المقدس.
كان بعض البدو قد أرادوا خداع ابن رشيد برفضهم نقل الحجيج بالشروط التي وضعها. ولكن في النهاية ومن بعد تهديدات الأمير قرروا إرسال أسوأ إبلهم مما أجبر الحجيج على الاكتفاء بمسيرات لا تتجاوز ست إلى سبع ساعات في اليوم. لذا فقد