وأعلمني المبعوث بأن الغزو قد نجح تماما وأعطى نتائج طيبة دون إراقة أي دماء. وقد تم الاستيلاء على حوالي ٨٠٠ جمل و ٥٠٠٠ من الخراف والماعز وستة عبيد وسبعة خيول. هرب أفراد عتيبة ، ولم يشأ الأمير ملاحقتهم.
في اليوم التالي عاد مرزي في الساعة الثالثة عصرا وكان قد سرّ كثيرا. وأبلغني الأمير بواسطته أنه سيمر في صباح اليوم التالي أمام مستجد وأنه سيرسل مواكبة لمرافقتي لأعود إلى حائل برفقته وأن أكون جاهزا.
وبالفعل في ٢٩ كانون الأول منذ الصباح الباكر امتلأ السهل بالقطعان ومجموعات من البدو ورجال الأمير وجميعهم يحث الخطى متجهين إلى الشمال. إلا أن القسم الأكبر من الغزو مرّ مع الأمير على بعد فرسخين تقريبا غربي مستجد. قرابة الظهر ، وصل أربعة فرسان أرسلهم الأمير لاصطحابي. ولكن لم يكن في نيتي قط العودة إلى حائل على النحو الذي سيعتمده الأمير أي هرولة.
فبعثت الى الأمير شكري واعتذاري لعدم تلبية دعوته رغبة مني في العودة مع القيام بالتفاف صغير.
وانطلقنا فورا فقادتنا أربع ساعات طويلة من السير إلى قصير وهي قرية صغيرة تضم أربعين شخصا حيث قضينا الليل.
في ٣٠ كانون الأول حملتنا ٣ كيلومترات من السير من فوق جبل الصفرا الصغير إلى قرية غزالة التي اكتفيت بالمرور من أمامها. توقفت على بعد ٨ كيلومترات في كفر المحش الذي يعدّ عشرة أشخاص حيث أمضيت الليلة.
في اليوم التالي توجهت باتجاه جبل الشبيكية وهو جبل من الغرانيت الأحمر مع بضعة مزارع من النخيل شبيهة بمزارع عقدة. وبعد قليل مررت أمام جبل السراء وخيمت إلى الشمال قليلا في قصر شعيب.
كان اليوم التالي الأول من كانون الثاني ١٨٨١. لم أتمكن من الانطلاق إلا قرابة الساعة العاشرة بسبب إهمال رجالي الذين تركوا ذلولي يتيه ولم نعثر عليه إلا بعد يومين. لم يكن هناك ما يؤخرني في هذه المنطقة التي أصبحت أعرفها ، فحثثت خطو مطيتي ووصلت إلى حائل في الساعة السابعة مساء.
استكشافي للغرب استغرق مني ٧٤ يوما.