عصر الشيخ النجاشي
عاصر الشيخ النجاشي ثلاثة من الخلفاء العباسيين وهم : الطائع لله ، والقادر بالله ، والقائم بامر الله ، وفي فترة زمنية كان البويهيون في العراق بيدهم السلطة السياسية والادارية حتى عام ٤٤٧ هـ ـ حيث آلت الامور الى السلاجقة ، وفي السنة الاخيرة من حياته شهدت الخلافة العباسية ، احداثاً خطيرة فالقي القبض على الخليفة القائم بامر الله عام ٤٥٠ هـ ، وسيطر ابو الحرث ارسلان بن عبد الله البساسيري ـ مقدم الاتراك في بغداد ـ على زمام الامور ، ودعا فيها للخليفة الفاطمي المستنصر بالله ، وبعد هذا التاريخ شهدت مدينة بغداد تحولات كبيرة كان فيها الشيخ النجاشي قد فارق الحياة.
وتعد فترة حياة الشيخ ابي العباس احمد بن علي النجاشي الاسدي (٣٧٢ ـ ٤٥٠ هـ) فترة صراع فكري بين ارباب المدارس الكلامية والفقهية في مدينة بغداد ، وعند سيطرة البويهيين على السلطة عام ٣٣٤ هـ ـ سلكوا سبيلا وسطا بين جميع الميول والاتجاهات ، فلم يتحزبوا لفئة معينة على حساب فئة اخرى ، ولم ينحازوا الى راي خاص ، بل تركوا الناس احرارا في معتقداتهم وارائهم ، ذلك انهم كانوا يدركون انهم رجال دولة ، وارباب سيسة وان همهم الاكبر يجب ان يتجه الى اقرار الامن والنظام ، ولكي يحقق الحاكم هذا الغرض عليه ان يساوي بين الناس جميعاً. وان يضع نفسه فوق الاعتبارات الضيقة ، وان لا