الخاتمة :
رصد علماء الامامية المتخصصون بعلم الرجال نتاج مفكريهم وكتابهم منذ القرن الأول الهجري بكتب اصبحت مصادر اصيلة للباحثين والدارسين عرفت بأسم كتب «الرجال او الفهارس» ، وقد ضمت هذه الكتب دراسات عن احوال الرجال وفق مصطلحات الجرح والتعديل ، وجوانب من الحياة العلمية والثقافية في عصورهم ، وصلات بعض الاعلام بالائمة من آل البيت عليهم السلام واصحابهم رضوان الله عليهم ، وخصصت للمصنفات والكتب مساحة من تلكم الترجمات ، وان لم تكن في اغلبها دراسات ذات تفصيلات عن هذه الكتب ، وانما تعداد لاسمائها ، وكان الشيخ النجاشي المتوفى عام ٤٥٠ هـ ، واحداً من العلماء الرجاليين المعروفين في القرن الخامس الهجري ، وقد رصد النتاج العلمي والفكري عند الامامية ، وفق قدرته وطاقته ، وذلك لانتشار اولئك العلماء في ارجاء المعمورة ، وما تمكنه من رصد علمي يعطي صورة واضحة للفكر الامامي خلال خمسة قرون.
وقد جاءت دراستي للشيخ النجاشي وكتابه «الرجال» وفق منهجية علمية للمؤلف والكتاب ، بحيث اصبح القارئ بمقدوره ان يعرف حجم كل علم من العلوم عند الامامية خلال القرون الخمسة الهجرية الاولى ، وقد كان القرآن الكريم وعلومه ، والحديث الشريف ومصطلحاته في مقدمة هذه العلوم ، ويليها تاريخ السيرة النبوية وسير اهل البيت عليهم السلام ، وتأتي ابواب الفقه واصوله (العبادات