وكان العلامة الحلي في كتابه «الرجال» يقتبس نصوصا من الشيخ النجاشي فيقول : «نقلنا منه في كتابنا هذا وغيره اشياء كثيرة» (١). وللعلامة الحلي طرق الى رجال الامامية الكبار كالشيخ الطوسي ، والشيخ الصدوق ، والشيخ الكشي ، والشيخ المفيد ، والشيخ النجاشي (٢). وقد ذكر العلامة الحلي في اجازته الكبيرة لبني زهرة الحلبيين برواية كتاب النجاشي وغيره من كتب الرجال المعتمدة عند الامامية بقوله : «ومن ذلك كتاب النجاشي في اسماء الرجال» (٣) ويقول ابن داود الحلي المتوفى بعد عام ٧٠٧ هـ : «وطريقي الى النجاشي شيخنا نجم الدين ايضا ، والشيخ مفيد الدين محمد بن جهيم رحمهما الله جميعا عن السيد شمس الدين فخار ، عن عبد الحميد بن التقي ، عن ابي الرضا فضل الله بن علي الراوندي العلوي الحسني ، عن ذي الفقار العلوي ، عن النجاشي المصنف» (٤). وهكذا اصبح كتاب «الرجال» للشيخ النجاشي مصدرا اصيلا عند الامامية واعلام الرجال ، فيقول السيد الصدر : انه الدائر الذي اتكل عليه كافة الاصحاب (٥).
وقد امتد اثر الشيخ النجاشي الى بعض الرجاليين من اهل السنة حيث استقى ابن حجر نصوصا كثيرة من الشيخ النجاشي فأودعها في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ العلامة الحلي ، الرجال ، ص ٢١.
٢ ـ المصدر نفسه ، ص ٢٨٢.
٣ ـ العلامة الحلي ، الاجازة الكبيرة (بحار الانوار) للعلامة المجلسي.
٤ ـ ابن داود ، الرجال ، ص ٢٨.
٥ ـ الصدر ، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ، ص ٢٦٧.