ولكن لم اجد في مؤلفات الشيخ الطوسي اية اشارة الى هذه التلمذة بل انه كان شريكا له في القراءة على بعض الاعلام كالشيخ المفيد والحسين الغضائري (١). ومن الملاحظ ان الشيخ الطوسي لم يورد للشيخ النجاشي ترجمة ولا ذكراً في كتابيه الرجال والفهرست كسائر رجال الشيعة ، مع العلم ان النجاشي اورد للشيخ الطوسي ترجمة في كتابه «الرجال» (٢).
وكان الشيخ الطوسي قد هاجر الى مدينة بغداد عام ٤٠٨ هـ (٣) ، والتقى برجال العلم والفكر فيها ، ودرس في معاهدها مختلف العلوم العقلية والنقلية ، وتتلمذ على الشيخ المفيد والشريف المرتضى والحسين الغضائري ، وغيرهم من شيوخ السنة والشيعة (٤). وكان الشريف المرتضى يجري عليه رزقاً اثناء قراءته عليه مقداره اثنا عشر ديناراً في الشهر (٥).
وبعد وفاة الشريف المرتضى عام ٤٣٦ هـ تقلد الشيخ الطوسي زعامة الامامية ، وتتلمذ عليه عدد كبير من الاعلام حتى بلغ عددهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ البهائي ، الفوائد ، ورقة ٤ ب.
٢ ـ النجاشي ، الرجال ، ص ٣١٦. ينظر الحكيم ، الشيخ الطوسي ، ص ١١٦.
٣ ـ الطوسي ، الغيبة ، ص ٢١٧.
٤ ـ العلامة الحلي ، الاجازة الكبيرة (بحار الانوار) ، ٢٦ / ٢٨.
٥ ـ البحراني ، الدرة البهية ، ورقة ١٦. الحسيني ، الدرجات الرفيعة ، ص ٤٦٠. البحراني ، لؤلؤة البحرين ، ص ٣١٧ ، الكشكول ، ١ / ٣٢٥.