القيادة. وطالما أن القيادة لبني أمية فإن هذه النبوة من أكبر الأخطار ولكنه اطمأن بعد عذاب ومعاناة ، فالشائعة تقول ( إن النبي من بني عبد مناف ) ولا يوجد ـ حسب رأيه ـ من هو جدير بالنبوة سواه (١) فمن المؤكد أنه سيكون النبي المرتقب.
هـ ـ إعلان النبوة
اعلن محمد الهاشمي أنه النبي المرتقب الذي اختاره الله لهداية العرب خاصة والجنس البشري عامة ، وأن برهانه على هذه النبوة هو كلام الله. واتبعه نفر قليل ممن عرفوا بالحصافة وبعد النظر ، ومن أولئك الذين مستهم البشرية مساً أليماً.
و ـ احتضان الهاشميين للنبي
احتضن الهاشميون محمداً بكل قوة ، وهددت زعامة قريش بقتل محمد ، وأشيع أنه قتل ، فجمع أبو طالب بني هاشم وأعطى كل واحد منهم حديدة صارمة وسار مع الهاشميين والمطلبيين ونادى : يا معشر قريش هل تدرون ما هممت به؟ قالوا : لا ، فأخبر الخبر وقال للفتيان : اكشفوا عما في أيديكم فكشفوا ، فإذا كل رجل منهم معه حديدة صارمة. فقال أبو طالب : والله لو قتلتموه ما ابقيت منكم أحداً حتى نتفانى واياكم ، فانكسر القوم وكان أشدهم انكساراً أبو جهل (٢).
ز ـ حفاظاً على الصيغة السياسية وحسداً لا حباً بالأصنام
قاومت بطون قريش بقيادة أبي سفيان محمداً وبكل أساليب المقاومة ، ولم ينثن ، وأمام إصرار ورفض بني هاشم لفكرة تسليمه اتفقت بطون قريش بدون استثناء على ما يلي :
١ ـ مقاطعة بني هاشم مقاطعة تامة ، فقاطعتهم قريش كلها بما فيهم بني عدي وبني تيم وحصروهم في شعاب أبي طالب ثلاث سنين واضطروهم أن يأكلوا ورق الشجر من الجوع ، واضطر أطفالهم أن يمصوا الرمان من العطش. تلك حقيقة
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ١ ص ٨٠.
(٢) راجع الطبقات لابن سعد ج ١ ص ٢٠٢ ـ ٢٠٣.