مكانها الصحيح .... الخ.
أعظم ثروة فكرية إنسانية
لو أن المهاجرين الثلاثة شاركوا العترة الطاهرة والمسلمين في تجهيز النبي لمواراته في ضريحه المقدس ، وبعد مواراته اتجهت جموع المشيعين إلى المسجد فأدت الصلاة المفروضة بإمامة مولى الثلاثة ، ومولى كل مؤمن ومؤمنة باعتراف الثلاثة ، وبعد أن فرغت من صلاتها قام كل واحد من هؤلاء الثلاثة فتكلم بما يحلوا له ، ويبين تصوره وطرح فكره ، وأتيحت الفرصة ليقول كل ذي رأي رأيه. وبعد ذلك قام الولي ببيان رأيه وحكم الشرع في كل الآراء المطروحة باعتباره هو الهادي بنص الشرع ، وهو المبين للأمة بعد النبي كل أمر تختلف عليه بنص الشرع ، والانصار وجموع المسلمين يسمعون كل ذلك ويعونه ، ويقومون بدور المرجح ثم يبايعون الإمام الذي ارادهم الله بالنص ان يبايعوه ، لو حدث ذلك لكانت ثمرة هذه المناظرة أعظم ثروة فكرية انسانية على الإطلاق ، ولتغير مجرى التاريخ تماماً ، ولأمكن تطبيق النظام السياسي الإسلامي الذي أنزله الله على عبده ، ولأمكن من خلاله انتشال الجنس البشري كله ، وتكوين الدولة العالمية التي تحكم الكرة الارضية وفق أحكام الشرع. تلك أمنية ، ما تحققت لأننا تركنا النص واجتهدنا ، وأمّة تترك النصوص الشرعية وتعمل باجتهادها أمة هالكة لا محالة ، وذائقة وبال أمرها ، جزاء وفاقاً لتبديلها نعمة الله وهدايته ، وتأويلها للواضحات من أوامر الله لا لشيء إلا ليتوافق هذا التأويل مع ما تهوى الأنفس.
الحجج الشرعية لأطراف السقيفة
عاجلاً أم آجلاً سيكتشف الباحثون أن لقاء جماعة من الأنصار مع سعد بن عبادة هو لقاء عادي من كل الوجوه ، وليس له أي طابع سياسي ، وان جرى فيه حديث سياسي فما هو إلا مجرد تبادل بوجهات النظر بين أناس اجتمعوا عند مريض.
لكن الذي أعطى لقاء هذه الجماعة هذا الطابع السياسيّ والتأسيسي هو قدوم المهاجرين الثلاثة ، لقد حوله هؤلاء المهاجرون إلى لقاء سياسيّ وتأسيسي اتخذوه أساساً لتنصيب الخليفة من بعد النبي بالصورة التي ارادوها. وطالما أن هذا اللقاء