وها هو النبي يكشف لخليفته الأمور فيقول
له : ( أما أنت ستلقى بعدي جهداً ) فقال علي ( في سلامة ديني؟ ) قال النبي ( نعم
في سلامة دينك ) .
ولم يكتف النبي بذلك ، إنما أخبر وليه
وخليفته من بعده أن الأمة ستغدر به بعد وفاته .
والأهم أنه سيقاتل ، إذ قال له النبي ( يا
علي ستقاتلك الباغية وأنت على الحق ، فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني ) .
ويحاول النبي بكل جهوده لتنبيه الأمة فيقول
مرة لأحد أصحابه ( يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً ، حق على الله جهادهم
، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ) .
نسف الصيغة السياسية الجاهلية
الترتيبات الإلهية المتعلقة بمنصب رئاسة
الدولة نسفت تماماً الصيغة السياسية الجاهلية ، فالقيادة في نظر الإسلام اختصاص
وعمل فني تماماً ، يتصدى له الأعلم والأفهم ، والأفضل والأنسب للقيادة من بين أتباعه
، بغض النظر عن بطنه أو قبيلته.
__________________