فقه الحياة أو الأحكام :
يستنبط من الآيات ما يأتي :
١ ـ إن القرآن عربي ، نزل بلغة العرب ، وليس أعجميا ، فإذا ترجم إلى لغة أخرى ، لم يكن قرآنا.
٢ ـ إن نزول القرآن بلغة العرب كان بقصد التحدي ليتقرر به الإعجاز ، إذ العرب هم أعلم الناس بأنواع الكلام نظما ونثرا ، وإذا عجزوا عن معارضته ، كان من أدل الأدلة على أنه من عند الله تعالى ، ولو كان بلسان العجم لقالوا : لا علم لنا بهذا اللسان ، وإذا كان كلامه بلسانهم ولغتهم ، لا بلغة أجنبية ، فلا يعذرون بعدم الإيمان به ، ولا يصح لهم أن يقولوا : إن قلوبنا في أكنة منه ، بسبب جهلنا بهذه اللغة.
٣ ـ وهذا أمر منطقي ، لأن فهم الخطاب التشريعي أساس التكليف ، ولا يعقل كما قال تعالى. (ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ؟) أن يكون القرآن أعجميا ، والأمة المخاطبة به عربية. والعجمي : الذي ليس من العرب ، كان فصيحا أو غير فصيح. والأعجمي : الذي لا يفصح ، كان من العرب أو من العجم.
٤ ـ إن القرآن هدى للناس من الضلالة ، وشفاء لكل من آمن به من الشك والريب والأوجاع ، وكونه هدى ، لأنه دليل على الخيرات ، مرشد إلى كل السعادات ، وكونه شفاء ، لأنه إذا حصل الاهتداء تحقق الشفاء من مرض الكفر والجهل.
٥ ـ لكن غير المؤمنين بالقرآن في آذانهم صمم عن سماع القرآن ، ولهذا تواصوا باللغو فيه ، وهو عليهم عمى لا يفهمونه ولا يدركون مقاصده ، فهم أو كل واحد منهم كالمنادى له من موضع بعيد ، فهو لا يسمع النداء ولا يفهمه ، فلا خير فيه.