الصريح ، والذهبي في تاريخ الإسلام ، وابن شاكر في عيون التواريخ ، والصفدي في الوافي ، وابن قاضي شهبة في طبقات النحويين واللغويين ، والسيوطي في المزهر وفي البغية ، والداودي في طبقات المفسرين ، وأحمد بن مصطفى في مفتاح السعادة ، وخليفة في كشف الظنون ، والشهاب الخفاجي في شفاء الغليل ، والبغدادي في الخزانة ، والزبيدي في مقدمة التاج ، والخوانساري في روضات الجنات ، وإسماعيل البغدادي في هدية العارفين ، وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي.
افتتحه بقوله :
«بسم الله الرحمان الرحيم الذي بعثنا ـ بعد حمد الله تعالى والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ـ على تصحيح كتاب الفصيح المنسوب إلى أحمد بن يحيى وتفسيره تحفظ كتّاب الدواوين بالحضرة إياه ، ومعولهم عليه ، من غير أن يفصحوا عن معانيه ، ويعلموا تفسيره ، ويعرفوا قياس أبنيته ، وعلل أمثلته ، اتكالا على أن من حفظ ألفاظ الفصيح فقد بلغ الغاية من البراعة ، وجاوز النهاية في التأدب ، وأن من لم يحفظه فهو مقصر على كل غرض ، ومنحط عن كل شرف ، ولو علموا أن الذي أغفل واضع هذا الكتاب مما الناس إليه أشد حاجة ، وهم إلى معرفته أعظم فاقة ، لصغر عندهم مقداره ، وكبر لديهم من الآداب ما فاته ، على أنه كتاب قد نوزع في دعواه ، وطائفة تزعم أن الذي جمعه يعقوب بن السكيت ، اختصره من كتابه إصلاح المنطق ، وطائفة تنسبه إلى ابن الأعرابي وتلقبه كتاب الحلى ، وقد رأيته بخط أحمد بن الحارث البصري المعروف بالخراز يحكيه عن ابن الأعرابي بهذا اللقب ، إلا أنه قد شهر بأحمد بن يحيى ، وهو به أشبه ، ورأيناه يعترف ويقر به».
«وكان الذي أغفل مصنفه فيه من قياس كل باب ، ومثال يصل به قارئه إلى علم جميع ما تلحن فيه العامة من نظائر ما ذكر في هذا الكتاب ، ويحيط بما لم يذكره فيه أجمع مما صنف ، ثم كان الذي أغفله منه أيضا أنه لم يفسر ما ذكر فيه من الغريب ، ولم يوضح معانيه وإعرابه فاحتاج من تحفظه إلى التعب في السؤال عن ذلك ، وإلى التعويل على قوم من متأخري أهل اللغة تعاطوا شرح ذلك فقصروا عن بلوغ الواجب ، وحشوا الكتاب بما ليس منه في شيء ، وضموا إلى كل باب وكل كلمة يجب تفسيرها كل لفظة مشتقة منها وليست منها ولا في معناها ، وفسروا ما ليس من الكتاب فأطالوا بما ليس منه ولا من فوائده ولا يتعلق به ، وأعرضوا عن ذكر الأمثلة والأبنية التي هي قواعد الأبواب منه فلم يذكروها أصلا ، فشغلوا الناظر في تفسيرهم بغير ملتمسه وما لا يحتاج إليه.
فشرحنا لمن عني بحفظه معاني أبنيته ، وتصاريف أمثلته ، ومقاييس نظائره ، وتفسير ما يجب تفسيره من غريبه ، واختلاف اللغات فيه دون ما لا يتعلق به ، وبينا الصواب والخطأ منه ، ونبهنا على مواضع السهو والإغفال من مؤلفه ، لتتم فائدة قارئه ، وتكثر المنفعة له فيه ، ويعرف كثيرا من علل النحو وضروبا من الأبنية وتصاريف صحيح اللغة ومعتلها ووجوها من المجازات والحقائق والتشبيهات والاستعارات المؤدية إلى علم كثير من كتاب الله عزّ وجلّ ، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسائر مخاطبات بلغاء العرب وشعرائها ، والله عزّ وجلّ موفقنا لذلك كله ، وله الحمد كثيرا».
منه مخطوطة فريدة بمكتبة عارف حكمت بالمدينة في ٥١٤ صفحة بقياس ٢٣* ٥ / ١٦ سم بعدد ١٧ سطرا في كل صفحة وبرقم : (٢٦ لغة).
طبع جزؤه الأول ببغداد سنة ١٩٧٥ م بتحقيق عبد الله الجبوري ضمن سلسلة (إحياء التراث الإسلامي برقم (١٦).
[٣٤٤]
شرح الفصيح
لأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن حمدان المعروف بابن خالويه المتوفى سنة ٣٧٠ ه.
ذكره ابن خير في فهرسة ما رواه عن شيوخه بإسناد يتصل بمؤلفه فقال :
«كتاب شرح الفصيح لابن خالويه ، حدّثني به أبو محمد بن عتاب ـ رحمه الله ـ عن أبي عمرو السفاقسي