معاجم المداخل والمشجر والمسلسل
من ظريف التصنيف المعجمي تلك المعاجم التي سميت بالمداخل مرة ، وبالمشجر مرة ، وبالمسلسل مرة ، وكان التدبير في تصنيفها أن يبدأ الواحد من أبوابها بكلمة أولى تكون مفتاحا ، ثم يفسر معناها بكلمة ثانية ، ثم يفسر معنى الثانية بثالثة ، ثم يفسر معنى الثالثة برابعة ، وهلم جرا إلى أن يغلق الباب بكلمة آخرة تكون خاتمة له ، ثم يستأنف الأمر في الباب الذي يليه على ذلك النمط إلى آخر الأبواب في الكتاب.
والنموذج الموضح لذلك أن تبتدئ العمل فيه فتقول : الأمل : الرجاء ، والرجاء : الخوف ، والخوف : الفزع ، والفزع : الإغاثة ، والإغاثة ، النصرة ، والنصرة : الإعانة ، والإعانة : الرفد ، والرفد : الإعطاء ، والاعطاء : الانقياد ، والإنقياد : الطاعة ، والطاعة : الامتثال.
وتقول من نموذج آخر :
الأوب : الرجع ، والرجع ، المطر ، والمطر : الغيث ، والغيث : الكلأ ، والكلأ : العشب ، والعشب ، العقّار ، والعقار : الدواء ، والدواء : ما يكون به الشفاء ، والشفاء : البرء من العلة ، والعلة : السبب ، والسبب : الحبل ، والحبل : الرباط.
وتقول في مثال ثالث :
الأرب : الغرض ، والغرض : الحاجة ، والحاجة : الفاقة ، والفاقة : الفقر ، والفقر : الكسر ، والكسر : الجزء ، والجزء : البعض ، والبعض : لسع البعوض.
ويسير الأمر على تلك الشاكلة ، وتسلسل الكلم فيه سيرا مع المعاني التي تتأتى فيها عن طريق الاشتراك أو الترادف أو التضاد إلى أن ينبهر المؤلف وتنقطع أنفاسه في سلسلة ، فيستأنف العمل في سلسلة أخرى إلى أن ينتهي إلى آخر الكتاب.
والمعروف من هذا الصنف المعجمي هو ما تسرده الفهرسة التالية :
[١٣٧٩]
المداخل في اللغة
لأبي عمر محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم الباوردي الزاهد المعروف بالمطرز والملقب بغلام ثعلب المتوفى سنة ٣٤٥ ه.
نسبه إليه ابن النديم في الفهرست ، وابن خير في الفهرسة ، وياقوت في الإرشاد ، والقفطي في الإنباه ، وابن خلكان في الوفيات ، والسيوطي في بغية الوعاة ، وخليفة في كشف الظنون ، وإسماعيل البغدادي في هدية العارفين ، وبروكلمان في تأريخ الأدب العربي.
رتبه في نيف وثلاثين بابا سمى كل باب منها بالكلمة التي ابتدأ بها السير في المداخلات ، فكان منها باب الطيل ، وباب الكربز ، وباب الفرسكة ، وباب العريج ، وباب القطاج ، وباب الحجال ، وغيرها من الأبواب.
قال فيه بعد البسملة من باب الطليل :
«الطليل : الحصير ، والحصير : الحبس ، والحبس : الجبل الأسود ، والأسود : سواد العين ، والعين : مطر أيام لا يقلع ، والمطر : كثرة السواك ...».
وجاء فيه من باب القطاج :
«أخبرنا ثعلب عن عمرو عن أبيه قال :
القطاج : قلس السفينة ، والقلس : ما يخرج من