المخلصين أو غير المخلصين ، أو الذين قدرت لهم الهداية ، لا سلطان لك على أحد منهم ، ولا سبيل لك عليهم ، ولا وصول لك إليهم (إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ ..) استثناء منقطع ، أي لكن الذين اتبعوك من الضالين المشركين باختيارهم ، فلك عليهم سلطان ، بسبب كونهم منقادين لك في الأمر والنهي ، والدليل قوله تعالى : (إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ ، وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل ١٦ / ١٠٠].
ونظير الآية : (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا ، وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ ، وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [النحل ١٦ / ٩٩ ـ ١٠٠].
(وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ) أي إن جهنم موعد جميع من اتبع إبليس ، كما قال تعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) [هود ١١ / ١٧].
ثم أخبر أن لجهنم سبعة أبواب (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ ..) أي لجهنم سبعة أبواب ، قد خصص لكل باب منها جزء مقسوم وعدد معلوم من أتباع إبليس ، يدخلونه ، لا محيد لهم عنه ، وكلّ يدخل من باب بحسب عمله ، ويستقر في درك بقدر عمله.
وفي تفسير الأبواب السبعة قولان :
قول : إنها سبع طبقات : بعضها فوق بعض ، وتسمى تلك الطبقات بالدركات ، بدليل قوله تعالى : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) [النساء ٤ / ١٤٥] والسبب : أن مراتب الكفر مختلفة بالشدة والخفة ، فاختلفت مراتب العذاب.
وقول آخر : إنها سبعة أقسام ، ولكل قسم باب ، أولها كما ذكر ابن جريج : جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية. الأولى