(وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) أي وجعل لكم دروعا من الحديد المصفح والزرد وغير ذلك ، تقيكم البأس والشدة في الحرب والطعن والضرب ورمي النبال ، واليوم تقي شظايا القنابل.
(كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ ..) أي هكذا يجعل لكم ما تستعينون به على أمركم وحوائجكم ، ليكون عونا لكم على طاعته وعبادته ، أو مثل ذلك الإتمام بهذه النعم ، يتم نعمة الدنيا والدين عليكم ، ونعمة الدنيا والآخرة.
(لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) يا أهل مكة ، أي لتدخلوا في حظيرة الإسلام ، وتؤمنوا بالله وحده ، وتتركوا الشرك وعبادة الأوثان ، فتدخلوا جنة ربكم ، وتأمنوا عذابه وعقابه.
(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما ..) أي فإن أعرضوا بعد هذا البيان ، وتعداد النعم ، فليس عليك شيء ، إنما عليك فقط البلاغ لرسالتك ، الموضح لمهمتك ، المفسر لأصول الاعتقاد ومقاصد الدين ، وأسرار التشريع ، وقد أديت ذلك ، أي إن أعرضوا فلست بقادر على إيجاد الإيمان في نفوسهم ، إن عليك إلا البلاغ فحسب.
وسبب هذا الإعراض هو ما قاله : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ..) أي يعرفون أن الله تعالى هو المنعم عليهم بهذه النعم ، المتفضل بها عليهم ، ومع هذا ينكرون ذلك بأفعالهم ، ويعبدون معه غيره ، ويسندون الرزق والنصر إلى غيره ، إذ يقولون : إن هذه النعم إنما حصلت بشفاعة هذه الأصنام ، فلم يخصوه تعالى بالشكر والعبادة ، بل شكروا غير الله تعالى.
(وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ) أي وأكثرهم الجاحدون المعاندون ، وأقلهم المؤمنون الصادقون. وإنما قال (أَكْثَرُهُمُ) لأنه كان فيهم من لم يكن معاندا ، بل جاهلا بصدق الرسول عليه الصلاة والسلام ، وما ظهر له كونه نبيا حقا من عند الله.