١٢ ـ لهؤلاء الواصفين لله البنات مثل السّوء ، أي صفة السّوء من الجهل والكفر ، ولله المثل الأعلى أي الوصف الأعلى من الإخلاص والتوحيد ، ووصفه بما لا شبيه له ولا نظير ، جلّ الله تعالى عمّا يقول الظالمون والجاحدون علوّا كبيرا.
١٣ ـ من فضل الله ورحمته وكرمه أنه يمهل هؤلاء الكفار ولا يعاجلهم بالعقوبة ، ليترك الفرصة لهم للإيمان والتوبة. قال ابن مسعود وقرأ هذه الآية : لو آخذ الله الخلائق بذنوب المذنبين ، لأصاب العذاب جميع الخلق ، حتى الجعلان في حجرها ، ولأمسك الأمطار من السماء ، والنبات من الأرض ، فمات الدّواب ، ولكن الله يأخذ بالعفو والفضل ؛ كما قال : (وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) [المائدة ٥ / ١٥] ، وقال : (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ، لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ ، بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ ، لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً) [الكهف ١٨ / ٥٨].
١٤ ـ إن أجل موت الإنسان ومنتهى عمره لا يتقدّم ولا يتأخّر ساعة واحدة أو لحظة واحدة.
وتعميم الهلاك مع أن في الناس مؤمنين ليسوا بظلمة ، بجعل هلاك الظالم انتقاما وجزاء ، وهلاك المؤمن معوّضا بثواب الآخرة. جاء في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا أراد الله بقوم عذابا ، أصاب العذاب من كان فيهم ، ثم بعثوا على نيّاتهم» أو «على أعمالهم».
١٥ ـ ينسب المشركون لله البنات ، وتقول ألسنتهم الكذب أن لهم الجزاء الحسن ، والحق أن لهم النار ، وأنهم متركون منسيّون في النّار ، أو معجّلون إلى النار ، مقدّمون إليها.