[القصص ٢٨ / ٧٣] ، وسخّر أيضا الشمس والقمر والنّجوم مذللات لمعرفة الأوقات ، ونضج الثمار والزروع ، والاهتداء بالنجوم في الظلمات.
٣ ـ والله عزوجل سخّر ما ذرأ (خلق) في الأرض لكم ، فما ذرأه الله سبحانه مسخّر مذلّل كالدّواب والأنعام والأشجار وغيرها. هذا مع العلم بأن بعض المخلوقات غير مذلل لنا ، بدليل ما رواه مالك في الموطأ عن كعب الأحبار قال : لو لا كلمات أقولهن لجعلتني يهود حمارا ، فقيل له : وما هنّ؟ فقال : أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه ، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهنّ برّ ولا فاجر ، وبأسماء الله الحسنى كلّها ما علمت منها وما لم أعلم ، من شرّ ما خلق وبرأ وذرأ.
٤ ـ إن في اختلاف ألوان المخلوقات لعبرة لقوم يذكّرون أي يتّعظون ويعلمون أن في تسخير هذه الكائنات لعلامات على وحدانية الله تعالى ، وأنه لا يقدر على ذلك أحد غيره.
٥ ـ والله سبحانه أنعم علينا بتسخير البحر لتناول اللحوم (الأسماك) واستخراج اللؤلؤ والمرجان ، وللركوب ، والتجارة ، وللدفاع عن البلاد من أذى محتل وعدوان مستعمر. وتسخير البحر : هو تمكين البشر من التّصرف فيه وتذليله بالرّكوب والتّجارة وغير ذلك.
ويلاحظ أن الحنفية لا يجيزون أكل السمك الطافي على سطح ما البحر أو النهر ، لقوله تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) [المائدة ٥ / ٣] ، ولحديث ضعيف أخرجه أبو داود وابن ماجه عن جابر عن النّبي صلىاللهعليهوسلم : «ما نضب عنه الماء فكلوا ، وما لفظه فكلوا ، وما طفا فلا تأكلوا».
وأباح الجمهور أكل الطافي ، لقوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ ، مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ) [المائدة ٥ / ٩٦] ، ولحديث أبي هريرة عند أحمد ومالك