ومن فوائدها أيضا أنّ مَنْ أصابه سُمّ واستعملها لم يضرّه ذلك السّمّ. وقد اصطلح أطبّاء العجم على استعمالها كثيرا فى يوم النّوروز ، وهو عيد لهم. والشّربة منها من درهم إلى درهمين.
وهى أنواع :
فمنها ما يطلع لوحده من الأرض ، وله أوراق كورق الكرفس ، وقدره وتشقّقه. وكلّ فرع طال وعلا رقّت أوراقه حتّي تصير كورق الكتّان ، وهذا يظهر فى أواسط الرّبيع وفى أوائل القيظ ، ويظهر له نوّار منكوس ، منه ما يكون لونه أزرق ومنه ما يكون بين الزّرقة والحمرة.
ومنها ما ورقه متطاول رفيع ونوّاره بين البياض والصّفرة ، وهو منكوس أيضا ، وفروعه صغار. وهذا يعرف برأس الهُدهد.
ومنها ما يطلع فرعا واحدا مستديرا من غير قضبان ومن غير ورق ، يرتفع قَدْرَ شِبْرَيْن ، وهذا يظهر فى الرّبيع وعليه أوراق صغار ، وزهر على صورة العقارب أزرق اللّون.
ومنها ما له ساق مربّع وورق مدوّر مشرف.
وفى طعمها كلّها مرارة.
ومنها ما له عيدان كريهة الشّمّ ، كريهة الطَّعْم ، غبراء اللّون صُلْبَة الجسم قليلة الورق ، وعلى أطراف قضبانها رؤوس زغبة فرفريّة ، وأصلها لا ينتفع به.
وهذا النّوع يكثر فى أرض الشّام.
وهى فى التّرياق طبقة ثانيةٌ ، وهى طبقة دُهْن البَلَسان ، ومن أحبّ أنْ يستعملها مفردة بسيطة فَعَل ، فانّه يجد لها من الفعل ما يستغنى به عن التّرياق بمشيئة الله تعالى.
وخُلَاصَة السّمن : ما ألقىَ فيه من تمر أو سَويق لِيَخْلَصَ به.
وقال أبو عبيدة (٣٥) : إذا جادَ اللّبن ، وخَلص فهو الإخلاص ، والثُّفْل الذى يكون فى الأسفل هو الخُلوص.