والفَرْق بين السُّبات وبين السَّكْتَة أنّ المسبوت يمكن أن يَفهم ويُنَبَّه وتكون حركاته أسلَسَ من إحساسه ، والمسكوت مُظلّل الحِسّ والحركة.
والفرق بين المسبوت وبين المغشِيّ عليه لضَعْف القلب أنّ نبض المسبوت أقوى وأشبه بنبض الأصحّاء ، ونبض المغشيّ عليه أضعف وأصلب ، والغشي يقع يسيرا يسيرا مع تغيّر اللّون إلى الصّفرة ، وإلى مُشاكلة لون الموتَى ، وبرودة الأطراف ، وأمّا السّبات فلا يتغيّر فيه لون الوجه إلّا إلى ما هو أحسن ، ولا تَنْحَف رُقْعَةُ الوجهِ والأنف ، ولا يتغيّر عن سحنة النُّوّام إلّا بأدنَى تهيُّج وانتفاخ. والفرق بين المسبوت وبين المختنِقة الرَّحم ، أنّ المسبوت يمكن أن يُفهم بالتَّكلّف ، والمختنقة الرّحم تفهم بعُسْر ولا تتكلّم البتّة.
وعلاجه بالجملة دَهْن الرّأس بدُهْن الورد والخَلّ ، واستفراغ المادّة الغالبة واستعمال السُّعوطات والعُطُوسات.
والسُّبات السَّهريّ عِلّة سَرساميّةٌ مركبّة من السّرسام البارد والحارّ ، لأنّ الورَم فيها من الخِلْطَين معا ، أعني من البلغم والصّفراء ، وسببه امتلاء وَلَّدَه النَّهم وإكثار الأكل والشُّرب والسُّكْر. وقد يعتدل الخلطان ، كما قد يغلب أحدُهما فتغلب علامته فإن غلب البلغم سُمِّي سُباتا سَهريّاً ، وإن غَلبت الصّفراء سُمّي سَهرا سُباتيّا. وقد يتّفق في مرضة واحدة أن يكون لكلّ واحد منهما تأثير على الآخر ، فتارة يغلب البلغم فيفعل سُباتا وثقلا وكسلا وتغميضا ومشقّة في الجواب عمّا يُسأل عنه ، ويكون جوابه جواب مُتَمَهِّل مُتفكّر ، وتارة تغلب فيه الصّفراء فتفعل فيه أرَقا وهَذَيانا وتحديقا متّصلا ولا تدعه يستغرق في السّبات ، بل يكون سباته خفيفا.
وعلاجه المشترَك الفَصْد ثم الحقْن ، تزيد في حدّتها ولينها بقدر ما تجد عليه