رود :
المِرْوَد : المِيْل. والرَّاوَنْد الصّينىّ : دواء معروف ، والأطبّاء يزيدونها ألِفاً. وهو دواء بارد جيّد للكبد. وهو أصلُ نباتٍ يُشبه القُلْقَاس ، يُستخرج من الأرض وهو رَطّب ويُثْقَب ويُعَلَّق فى الهواء حتّي يجفَّ ثم يُحْلَب. وهو ثلاثة أصناف : صينىّ وزنجىّ وتركىّ. وهى تجلب من الصّين. أمّا الأوّل فهو أجودها ، وأمّا الثّانى فإنّما عُرف بالزّنجىّ لسواده. وأمّا الثّالث فإنّما عُرِف بالتُّركىّ لأنّه ينبت فى البلاد الشّماليّة من الصّين.
وقد اخْتُلِف فى طَبْعِه فقيل حارّ ، وقيل بارد.
وجميع أصنافه أرضيّة بها قَبْضٌ ، وناريّة بها يَفْتَح ويُحَلّل ، وأرضيّته مُرَّة فلذلك تَغلب فيه الحرارة. والحقُّ أنّه لأجل قَبْضِة يحبس الإسهالَ ، ولأجل تفتيحه يُسْهِل. وتفتيحه أشدّ من قبضه ، فلذلك إذا اسْتُعْمل وحدَه أسْهَل ، وإنْ اسْتُعْمِل مع القوابض قَبَض. وعَدَّه شيخُنا العلّامة من جملة الأدوية الباردة القاطعة للإسهال.
والذى دَلَّتْنا عليه التّجرِبة أنّه حارّ ، ولكنّ القوّة الحابسة منه قائمة بجُزء منه بارد. فإنْ قيل أن أطباء زماننا يستعملون الرّاوَنْد ليُسْهِل ونَراه يفعل ذلك فكيف يكون قاطعا للإسهال نافعا منه؟
قُلنا : هو مركَّب القُوَى ، ففيه جزء بارد قابضٌ به يعقل البطن ، وفيه جزء حارّ به يُسْهِل ويَفتح وهو أغلب أجزائه ، فلهذا إذا استُعمل وحدَه أسْهَل ، بالتّفتيح ، وكان إسهاله قويّا ، وأمّا إذا اسْتُعْمِل مع القوابض فإنّ قوّته القابضة تَغلب وتقهر المُسْهِلَة ، فلذلك يكون ـ حينئذٍ ـ شديد القبض عاقِلا للطّبيعة.
وأمّا قول بعضهم أنّ الرَّاوَنْد الموجود فى زماننا غير الذى كان فى القديم فى