وقامتُه كقامة شجرة الحُضَض (٢١٧) ، ودُهنه أفضل من حَبِّه ، وحَبُّه أقوى من عُوده فى الوجوه كلِّها. ويؤخذ دُهنه بأنْ يُشْرَط بحديدةٍ بَعْدَ طُلوع الشِّعْرَى (٢١٨) ، ويُجْمَع ما يَرْشُح منه بقطنة ، وامتحانُه تَجميده (٢١٩) اللَّبَن ، وزوالُه عن القطنة بأدنَى غسل ، وانحلاله فى الماء. وأجوده الطَّرىّ. وأمّا العتيق فلا قُوَّةَ له. وعُوده حارّ يابس فى الثّانية ، وحَبُّه أسْخَن منه بِيَسِير ، ودُهنه أسْخَن منهما. وهو إلى أوَّل الثّانيه من الحرارة.
وحَبُّه يَفْتَح السُّدَد ، ويُقَوِّى الرّأس ، ويَنْفَع من قُروحه ، ومن عِرْق النِّسا ، والتَّشَنُّج ، ووجع الجنبينَ ، والرَّبو الغليظ ، وضِيق النَّفَس ، ووجع الرِّئة ، والسُّعال ، وضَعْف الهَضْم ، ويُنَقِّى المعدة ، ويُقَوِّى الكبد ، ويُدِرّ البَول ، وينفع من عُسْره ، ومن المغَص ومن رُطوبة الرَّحم ، ومن بَرْدها ، بُخورا. ويُخْرِج الجنين والمشيمة. وينفع من نَهْش الأفاعى.
وعُوده يَنفع من ذلك كلِّه إلّا أنّه دُونه فى التّأثير.
وأمّا دُهنه فينفع من شُرب السُّموم ، ونَهْش الهَوامّ ، شُرباً. ويُفَتِّت الحصاةَ ، ويُعِين على الحَبل حُمولا ، ويَنفع من استرخاء الذَّكَر تدليكا به ، ومن الرَّعْشَة ، ويُحَلِّلُ الإعياء.
وهو أحد أركان التِّرياق الفاروقيّ (٢٢٠). وينفع من كثير من العِلَل الباردة ، وخُصوصا بالعَسَل.
والشّربة منه من درهم إلى درهمين. ومن حَبِّه وعُوده من درهم إلى ثلاثة. ومَضَرَّة الجميع بالكبد الحارّة ، وإصلاحها بالصَّنْدَل (٢٢١).
وبدل الدّهن منه ، مقدار وزنه من دُهن الكادِىّ (٢٢٢) ونصف وزنه البَان وربع وزنه من الزّيت العتيق.
والبَلَسان الذى يقع فى بلاد الحجاز يُسمَّى : البَشام ، وله حَبّ ، وعُود ، وهما المستعملان فى أيارِج فَيْقَرا (٢٢٣).
والذى فى مصر وبلاد أفريقيّة يُسمَّى : المَطريّة ، والبَلَسان أيضا ، وهذا النّوع لا حَبّ له. ودُهن البَلَسان هو المُتَّخَذ من هذا النَّوع.