المحرور سكنجيناً والمبرود كُنْدُرا (١٧٢) أو زنجبيلا مربّباً ، وإذا فسد فى المعدة استحال إلى كيفيّة سمّيّة فيجب إذا ثَقُلَ أن يُخْرَج بسرعة.
وهو من الثّمار المائيّة ولذلك هو بارد رطب.
وما كان منه إلى التّفاهة فهو أبرد أرطب ، وما كان منه إلى الحلاوة فهو أقلّ بردا ورُطوبةً ولذلك فإنّ الأصفر أقلّ بردا ورطوبة من الباقى ، ورطوبته لا تخلو من حِدَّة ولذلك ظَنَّ بعضهم (١٧٣) أنّه حارّ.
وما كان من هذا النّوع أشدّ حلاوة فهو أقلّ برداً ورطوبة حتى يكاد يكون قريبا من الاعتدال.
والفَجّ خِلْطُه غليظ والنَّضِيح خِلْطُه رَقيق. والنَّضيج بجوهره ممّا يتحرّك إلى مجارى البول ، فهو كثير المائيّة تستحيل مائيّته إلى أىّ خِلْطٍ صادف فى المعدة لأنّه لسرعة انفعاله يَقْوَى ما فى المعدة على إحالته إلى طبيعته.
واسْتحالته إلى البلغم أكثر من اسْتِحالته إلى الصَّفراء لأنّ طبيعته أقرب إلى البَلْغَم منه إلى الصّفراء.
وأمّا استحالته إلى السّوداء فنادر لبُعد طبيعته عن اليبوسة السَّوداويَّة لكنَّ أصحابها إذا أكلوه ظهر فيهم أخلاق السّوداء لأنّه بترطيبه (١٧٤) يبلّها فيُهيِّئها للتَّبَخُّر والتّدَخّ لأنّ الموادّ الأرضيّة يَعْسُر تصعُّدها ، وحينئذٍ تَصِل إلى القلب والدِّماغ فيحدث عنها ذلك.
وهو لمائيّته يغشّى بَلَلُه فم المعدة ، وإذا لم يتمّ هضمُه فسد جدّا وولَّد الهَيْضَة ، وإذا لم يُتْبَع بطعام وَلَّد النّفْخ عند ملاقاته فم المعدة ، فذا ورد عليه طعام آخر أحْدَرَه إلى أسفل.
وما قيل من أنّه ينبغى أن يؤكل بين طعامين فإن عُنِىَ به أن يُتْبَع بطعام ، وأنّه لا يؤكل على جوع شديدٍ فصوابٌ ، لأنّه إن أكل على جوع فسد سريعا لقوَّة حرارة فم المعدة مع شدَّة قبوله للانفعال ، وإن عُنِى به أن يؤكل قبله وبعده طعامٌ فباطلٌ ، لأنّ الطّعام الذى يؤكل قبله يمنعه عن الأنْحدار إذا انْهَضَم فيفسد.