والذي فلق الحبّة وبرء النسمة لو كسرت لي وسادة ـ يقول : [لو] ثنيت ـ فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم (١).
والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلّا وأنا أعرف [له] آية تسوقه إلى جنّة أو تقوده إلى نار (٢).
فقام رجل [فقال : ما آيتك يا أمير المؤمنين التي نزلت فيك؟ قال :] (٣) «أفمن كان على بيّنة من ربّه ويتلوه شاهد منه» فرسول الله صلىاللهعليهوسلم على بيّنة من ربه ، وأنا الشاهد منه أتلوه : أتبعه (٤)
__________________
(١) وهذا الفصل غير موجود في المطبوع من تفسير الحبري ولا في المنقول عنه في شواهد التنزيل.
(٢) وقريبا منه جدا رواه في الحديث : (٣٨٤) من شواهد التنزيل : ج ١ ، ص ٢٨٠ ط ١ ، نقلا عن فرات بن إبراهيم الكوفي عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن حماد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، عن حبيب بن يسار ...
ثم رواه بعده بحذف بعض الفقرات ، عن تفسير السبيعي ـ بالسند المذكور هاهنا في المتن إلى أن قال : ـ قال : فقام رجل فقال : ما آيتك يا أمير المؤمنين التي نزلت فيك؟ قال : «أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه» فرسول الله على بينة من ربه وأنا شاهد منه.
(٣) كذا في المطبوع من تفسير الحبري ، ومثله نقله عنه في الحديث : (٣٨٦) من شواهد التنزيل ، ومن قوله : «فقال ما آيتك ـ إلى قوله : ـ قال» قد سقط من مخطوطة طهران ، من فرائد السمطين ، وكذلك سقط من نسخة السيد علي نقي منه ، ولكن ذكره في هامشه على وجه آخر هكذا : «فقال : فأنت أي شيء نزل فيك؟ فقال علي».
(٤) كذا في المطبوع من تفسير الحبري ، ومثله رواه عنه في الحديث : (٣٨٦) من شواهد التنزيل ، وفي أصلي من فرائد السمطين : «فرسول الله صلىاللهعليهوسلم على بينة من ربه ، ويتلوه أنا شاهد منه».
وما اشتمل عليه الحديث له أسانيد جمة ومصادر كثيرة تلاحظ بعضها في تفسير الآية الكريمة من شواهد التنزيل وتفسير البرهان : ج ٢ ص ٢١٢ ط ٢ وفي الباب : (٦١) من غاية المرام ص ٣٥٩.
وروى ابن أبي الحديد في شرح المختار : (٧٠) من نهج البلاغة : ج ٦ ص ١٣٦ ، طبع الحديث بمصر ، وفي ط القديم بها : ج ٢ ص ٥٠ قال :
وروى المدائني قال : وخطب علي عليهالسلام فقال : لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم. وما من آية في كتاب الله أنزلت في سهل أو جبل إلا وأنا عالم متى أنزلت وفي من أنزلت.
وروى صاحب الغارات عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الله بن الحارث قال : سمعت عليا يقول على المنبر : ما أحد جرت عليه المواسي إلا وقد أنزل فيه قرآنا. فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين فما أنزل الله تعالى فيك؟ ـ قال [كان] يريد تكذيبه!!! ـ فقام الناس إليه يلكزونه في صدره وجنبه ، فقال :
دعوه [ثم التفت إلى الرجل وقال له] : أقرأت سورة هود؟ قال : نعم. قال : أقرأت قوله سبحانه :
(أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ)؟ قال : نعم. قال : صاحب البرئة محمد ، والتالي الشاهد أنا.