غيرك لم أنم بين لابتيها!! (١).
__________________
(١) هذه اجتهادات القوم تجاه ما أمر الله ورسوله به ، وإذا أضفت إلى ما رواه المؤلف هاهنا عن الرجل ـ ودلت عليه شواهد قطعية من طريق شيعته ـ قوله تعالى : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) [٣٦ / الأحزاب ٣٣] وقوله تعالى في الآية : (٦٨) من سورة القصص : ٢٨ : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ، ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ). وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» يتجلى لك مقام القوم وما أعده الله تعالى لهم ولمن ائتم بهم أو كان على صفتهم من الجزاء والمكافات.
ثم إن لابن عباس محاورات كثيرة مع الرجل حول الموضوع وغيره كان يستفتح الكلام بها بالدواعي التي ذكرناها قبل ، ويجيبه ابن عباس ، وصور منها مذكورة تحت الرقم (٨٨٦) وتعليقه من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٣٨٧.
وصور منها ذكره ابن أبي الحديد في شرح المختار (٢٢٣) من نهج البلاغة : ج ١٢ ، ص ٩ و ٢٠ و ٤٦ و ٥٢ و ٧٨ و ٨٠.
ومن محاورات الرجل مع ابن عباس ما رواه في شرح المختار : (٢٢٣) من النهج : ج ١٢ ، ص ٩ و ٤٦ قال :
وقال [عمر] يوما لابن عباس : يا عبد الله أنتم أهل رسول الله وآله وبنو عمه ، فما منع قومكم منكم؟
قال : لا أدري علتها ، والله ما أضمرنا لهم إلا خيرا. قال : اللهم غفرا ، إن قومكم كرهوا أن يجتمع لكم النبوة والخلافة فتذهبوا في السماء شمخا وبذخا!!! ولعلكم تقولون : إن أبا بكر أول من أخركم أما إنه لم يقصد ذلك ، ولكن حضر أمر لم يكن بحضرته أحزم مما فعل ، ولو لا رأي أبي بكر في لجعل لكم من الأمر نصيبا!!! ولو فعل ما هنأكم مع قومكم إنهم ينظرون إليكم نظر الثور إلى جازره!!!
وروى الزبير بن بكار في الموفقيات عن عبد الله بن عباس قال : إني لأماشي عمر بن الخطاب في سكة من سكك المدينة ، إذ قال لي : يا ابن عباس ما أرى صاحبك إلا مظلوما!!! فقلت في نفسي : والله لا يسبقني بها ، فقلت : يا أمير المؤمنين فاردد إليه ظلامته. فانتزع يده من يدي ومضى يهمهم ساعة ثم وقف فلحقته فقال : يا ابن عباس ما أظنهم منعهم عنه إلا أنه استصغره قومه!!! فقلت في نفسي : هذه شر من الأولى!!! فقلت : والله ما استصغره الله ورسوله حين أمره أن يأخذ براءة من صاحبك!!! [قال] فأعرض عني وأسرع فرجعت عنه.