النَّاسِ» [٧٥ الحج ٣٣] ـ خلقا يدخلهم الجنّة (١) واصطفى منكم من أحبّ أن يصطفى وإني مواخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة فقم يا أبا بكر فاجث بين يديّ فإن لك عندي يد الله يجزيك بها ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذتك خليلا ، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي (٢) فتنحّى أبو بكر ثمّ قال : ادن يا عمر ، فدنا منه ، فقال : كنت شديد الشغب علينا يا أبا حفص فدعوت الله عزوجل أن يعزّ الإسلام بك أو بأبي جهل بن هشام ففعل الله ذلك بك ، وكنت أحبّهما إلى الله عزوجل فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة (٣) ثم تنحّى عمر ، ثمّ آخى بينه وبين أبي بكر ثمّ دعى عثمان فقال : ادن يا أبا عمرو فلم يزل يدنو منه حتّى ألصق ركبته بركبته فنظر رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى السماء ، وقال سبحان الله العظيم. ثلاث مرّات.!
ثم نظر إلى عثمان وكانت أزراره محلولة فزرّها رسول الله صلىاللهعليهوآله بيده ، ثم قال اجمع عطفي ردائك على نحرك.
__________________
(١) كذا في الأصل المطبوع ، فإن صح ولم يكن فيه زيادة فلفظة : «خلقا» الثانية بدل عن الأولى.
(٢) ومحصله ـ على فرض صحة الرواية ـ أنه لم يتخذه خليلا ، وأن من شأن القميص أن يقي صاحبه عما يشينه وعما يؤذيه ، وهل صنع أبو بكر ذلك؟ أو كان كذلك؟ وبالمراجعة إلى تخلفه عن جيش أسامة وإسراعه مع صاحبه إلى سقيفة بني ساعدة والنبي ملقى في بيته ووصيه مشغول بتجهيزه ثم استبداده بالأمر من غير مشورة للمسلمين ، ثم دعوته عليا قسرا إلى بيعته وتهديده إياه بالقتل ، ثم غصبه نحلة فاطمة ومجابهته إياها بالمكابرة وهجرها إياهما حتى ماتت وهي مغضبة عليهما وقد أوصت إلى علي أن يدفنها ليلا ولا يؤذنهما في الحضور لتشييعها ودفنها ، مع ما ثبت أن الرجلان سمعا ما تواتر عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من قوله : «إن الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها». وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ويريبني ما يريبها». وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من آذى عليا فقد آذاني».
وبملاحظة ما ذكرناه وغيرها مما هو في مفاده وبملاحظة قوله تعالى في الآية : (٥٧) من سورة الأحزاب : «إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا أليما» يتبين أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقل لأبي بكر ما هو مذكور في هذه الرواية ، وعلى فرض أنه قال له يكون قوله تحذيرا وتهديدا له!!
(٣) لو كان هذا الكلام صادرا عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما كان عمر يتمنّى أن يكون دجاجا ذبحه أهله فأكلوه ولا يكون عليه حسابا!! ولما كان يتمنى ابن الخطاب أن تكون خلافته كفافا لا له ولا عليه؟! ولما كان يسأل حذيفة : هل عهد النبي إليك أني من المنافقين؟!! ولما كان يركض ويسعى إلى أم سلمة كي يسألها هل إنه من أصحاب النبي الذين لا يرون النبي ولا يراهم النبي بعد موته!!!
وجميع ما ذكرناه قد أدرج أولياء عمر في مسند أم سلمة ، وترجمة حذيفة وترجمة عمر ، كما في تاريخ دمشق ومسند أحمد ، وحلية الأولياء ، ويوجد في غيرها أيضا.