الأوّل النَّوع من الشيء : الضَّرْب منه. وليس هذا من نَوْعِ ذاك.
والثاني : قولهم : ناعَ الغُصن يَنوعُ ، إذا تمايَلَ ، فهو نائع. وقال بعضهم : لذلك يقال جائع نائع ، أي مضطرب من شِدَّة جُوعه مُتمايِل. ويَدْعُون على الإنسان فيقولون : جُوعًا له ونُوعًا له.
نوف النون والواو والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على علوٍّ وارتفاع. ونافَ يَنُوف : طالَ وارتفع. والنَّوْف : السَّنام (١) ، وجمعه أنواف. وممكنٌ أن يكون قولهم : مائةٌ ونَيِّف (٢) من هذا ، وقد ذكرناه في نيف للَفْظِه.
نوق النون والواو والقاف أصلٌ يدل على سموٍّ وارتفاع. وأرْفَعُ موضعٍ في الجبل نِيقٌ ، والأصل الواو ، وحوّلت ياءً للكسرة التي قبلها. وممكنٌ أن يكون النَّاقةُ من هذا القياس ، لارتفاع خَلْقِها. وناقةٌ ونُوق (٣). و «استَنْوَق الجملُ» تشبيهٌ بها ، ويضرب مثلاً لمن ذَلَّ بعد عِزّ. والنَّاقة : كواكبُ على هيئة النّاقة (٤). وقولهم : تنوَّقَ في الأمر ، إذا بالَغَ فيه ، فعندنا أنَّه منه ، وهم يشبِّهون الشيءَ بما يستحسنونه ، وكأنَ تنوَّق مقيسٌ على اسم الناقة ، وهي عندهم من أحْسَنِ أموالهم. ومن قال تنَوَّق خطأٌ فقد غَلِط (٥) ، وقياسه ما ذكرناه. والنِّيقة
__________________
(١) قيده فى اللسان بأنه السنام العالى.
(٢) ويقال نيف أيضا بالتخفيف ، وقيل التخفيف لحن أو لغة رديئة.
(٣) ويقال فى جمعه أيضا ناق ونياق وأنواق وأينق وأنوق وأنؤق وأونق. وجمع الجمع أيانق وانياقات.
(٤) ذكرت فى القاموس. وانظر الأزمنة والأمكنة للمرزوقى (٢ : ٣٧٦).
(٥) فى اللسان : «وتنوق فى الأمر ، أى تأنق فيه. وبعضهم لا يقول تنوق». وشاهده قول ذى الرمة :
كأن عليها سحق لفق تنوقت |
|
به حضرميات الأكف الحوائك |