وهو من هذا. وربَّما همز هذا فيكون من الباب الذي يُهمز وليس أصله الهمز. زعم الخليل أنّه يقال : أصابت زروعَهم كَادِئَة ، وهو البرد. وأصاب الزَّرع بردٌ وكَدَّأه ، أي رَدَّه في الأرض. وقال الفَراء : كَدِيَ الكلبُ (١) كَدَى ، إذا شَرِب اللبن ففسَد جوفُه. ويقال أكديتهُ أُكْدِيه إكداءً ، إذا رددته عن الشَّيء. والقياس في جميع ما ذكرناه واحد. وكَدَاء : مكان ، ولعلّه أن يكون من الكُدْية.
كدب الكاف والدال والباء ، يقال فيه كلمة. قالوا : إنّ الكَدِبَ : الدّم الطريّ. وروي أنّ بعضهم قرأ : وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَدِبٍ (٢).
كدح الكاف والدال والحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تأثيرٍ في شيء. يقال كَدَحه وكَدَّحَه ، إذا خَدَشَه. وحمار مُكَدَّح : قد عضَّضَتْه الحُمُر. ومن هذا القياس كَدَحَ ، إذا كَسَبَ ، يَكدَحُ كَدْحاً فهو كَادِح. قال الله عزّ وعلا : (إِنَّكَ كادِحٌ) ، أي كاسِب.
باب الكاف والذال وما يثلثهما
كذب الكاف والذال والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على خلاف الصِّدق. وتلخيصه أنّه لا يبلُغ نهايةَ الكلامِ في الصِّدق. من ذلك الكَذِب خِلاف الصِّدق. كَذَبَ كَذِباً (٣). وكَذَّبْتُ فلاناً نسبتُه إلى الكَذِب ، وأَكْذَبْتُه :
__________________
(١) فى المجمل واللسان والقاموس : «الفصيل» بدل «الكلب». وفى اللسان أيضا : «كدى الكلب كدى ، إذا نشب العظم فى حلقه».
(٢) هذه قراءة عائشة والحسن. وقراءة الجمهور بالذال المعجمة. وقرأ زيد بن على : «كذبا» بالذال المعجمة والنصب. تفسير أبى حيان (٥ ، ٢٨٩).
(٣) ويقال كذلك كذبا ، بالكسر ، وكذابا وكذابا ، بالكسر فيهما وتخفيف الذال وتشديدها.