وذُكِر قياس هذا عن ابن الأعرابىّ ، قالوا عنه : إنما سمِّيت عقيلةً لأنها عَقَلت صواحبَها عن أن يبلُغْنها. وقال الخليل : بل معناه عُقِلت فى خدرها. قال امرؤ القيس :
عقيلة أخدانٍ لها لا دميمةٌ |
|
ولا ذات خُلْقٍ أن تأمَّلْتَ جَأْنَبِ (١) |
قال أبو عبيدة : العقيلة ، الذكر والأنثى سواء. قال :
بَكْرٌ يُبذّ البُزْلَ والبِكارا |
|
عقيلةٌ من نُجُبٍ مَهَارَى |
ومن هذا الباب : العَقَل فى الرّجلين : اصطكاك الرُّكبتين. يقال : بعيرٌ أعقُلُ ، وقد عَقِل عَقَلا. وأنشد :
أخو الحَرْب لَبَّاسٌ إليها جِلالَها |
|
وليس بولّاج الخوالف أعقلا (٢) |
والعُقَّال : داء يأخذ الدوابَّ فى الرِّجلين ، وقد يخفف. ودابّة معقولة وبها عُقّال ، إذا مشَتْ كأنَّها تَقلَع رجليها من صخرة. وأكثر ما يكون فى ذلك فى الشَّاء.
قال أبو عبيدة : امرأة عَقْلاء ، إذا كانت حَمْشة السّاقين ضخمةَ العضَلتين. قال الخليل : العاقول من النّهر والوادى ومن الأمور أيضاً : ما التبس واعوجَّ.
وذكِر عن ابن الأعرابىّ ، ولم نسمعه سَماعاً ، أنَ العِقال : البئر القريبة القعر ، سمِّيت عِقالا لقُرْب مائها ، كأنَّها تُستَقَى بالعِقال ، وقد ذُكر ذلك عن أبى عبيدةَ أيضاً.
ومما يقرب من هذا الباب العَقَنْقَل من الرَّمل ، وهو ما ارتكم منه ؛ وجمعه عقاقيل ، وإنما سمِّى بذلك لارتكامه* وتجمُّعه. ومنه عَقنقَل الضّب : مَصِيرُه.
__________________
(١) ديوان امرئ القيس ٧٣ والمجمل واللسان (جنب).
(٢) للقلاخ بن حزن فى سيبويه (١ : ٥٧) والعينى (٣ : ٥٣٥).