بانَت لتَحزُنَنا عَفارَهْ |
|
يا جارتَا ما أنتِ جارهْ (١) |
وكذلك «عُفيرة (٢)». وقال بعضهم : العُفُر : جمع العَفار من الشَّجر الذى ذكرناه. وأنشدوا :
قد كان فى هاشمٍ فى بيت محضِهِم |
|
وارى الزِّناد إذا ما أصْلَد العُفُر |
ويقولون : «فى كلِّ شجرٍ نار ، واستَمْجَد المَرْخُ والعَفار» ، أى إنَّهما أخذا من النّار ما أحْسَبَهُما (٣).
والأصل الثالث : الشِّدّة والقوّة. قال الخليل : رجل عِفْرٌ بيِّنُ العَفارة ، يوصَف بالشَّيطنة ، ويقال : شَيطانٌ عِفْرِيَة وعفريت ، وهم العفاريَةُ والعفاريت. ويقال إنّه الكَيِّس الظَّريف. وإن شئتَ فعِفْرٌ وأعفارٌ ، وهو المتمرّد. وإنَّما أُخِذ من الشّدّة والبَسالة. يقال للأسد عِفِرٌّ وعَفرْنَى. ويقال للخبيث عِفِرِّينُ ، وهم العِفِرُّون. وأسَد عَفَرنَى ولبؤة عَفَرناة ، أى شديدة. قال :
بذاتِ لَوْثٍ عَفْرناةٍ إذا عَثَرت |
|
فالتَّعسُ أدنَى لها من أن أقول لَعا (٤) |
ويسمُّون دويْبَّة من الدّوابّ «ليث عِفِرّين» ، وهذا يقولون إنّ الأصل فيه البابُ الأوّل ؛ لأنَّ مأوَى هذه الدويْبَّة التُّراب فى السهل ، تدوِّر دارةً ثم تندسُّ فى جوفها ، فإذا هيجَ رمَى بالتُّراب صُعُدا.
__________________
(١) ديوان الأعشى ١١١ واللسان والجمهرة (عفر).
(٢) فى القاموس (عفر): «وكجهينة : امرأة من حكماء الجاهلية».
(٣) أحسبه الشىء : كفاه.
(٤) للأعشى فى ديوانه ٨٣ واللسان (لعا). وسيأتى فى (لعا).