ومن الباب : العَرَصُ ، وهو النَّشاط ، يقال : عَرِصَ ، إذا أشِرَ. قال : وتقول : حلبتها حَلَباً كَعَرص الهِرَّة ، وهو أشَرُها ونشاطُها ولَعِبُها بيديها. واعتَرَصَ مثل عَرَص. قال:
إذا اعترصْتَ كاعتراصِ الهِرّهْ |
|
أوشكتَ أن تسقُطَ فى أُفُرَّهْ (١) |
وقال أبو زيد : عَرَصَتِ السماء تَعْرِصُ عَرْصاً ، إذا دام برقُها. وباتت السَّماء عَرَّاصةً. ويقال : غَيثٌ عَرَّاصٌ ، أى لا يَسكُنُ برقُه.
ومن الباب : عَرِصَ البيتُ. قال : هو من خُبْثِ الرِّيح. وهذا مع خُبْثِ ريحه فإنّ الرّائحةَ لا تثبتُ بمكان ، بل هى تضطرِب. ومن ذلك لحم مُعَرَّصٌ ، قال قوم : هو الذى فيه نُهوءةٌ لم يَنْضَج. وأنشد :
سيكفيك صَرْبَ القَومِ لحمٌ مُعَرَّصٌ |
|
وماء قُدُورٍ فى القِصاع مَشُوبُ (٢) |
عرض العين والراء والضاد بناءٌ تكثرُ فروعُه ، وهى مع كثرتها ترجعُ إلى أصلٍ واحد ، وهو العَرْض الذى يُخالف الطُّول. ومَنْ حَقَّقَ النظرَ ودقَّقه عَلِمَ صحَّة ما قلناه ، وقد شرحنا ذلك شرحاً شافياً.
فالعَرْض : خِلافُ الطُّول. تقول منه : عَرُض الشىء يعرُضُ عِرَضاً (٣) ، فهو عريض.
__________________
(١) الرجز فى مجالس ثعلب ٥٨٤ واللسان (عرص).
(٢) البيت للسليك بن السلكة فى الأصح ، وقيل للمخبل السعدى ، كما فى اللسان (عرص ، عرض ، شوب) وأنشده فى المجمل (عرس) أيضاً بهذه الرواية ، وكتب تحتها : «ومشيب» أى هما روايتان. وروايته فى اللسان (صرب): «فى الجفان مشوب». وفى (عرص ، شوب) : «فى القصاع مشيب». وفى (عرص): «فى الجفان مشيب».
(٣) فى الأصل : «عرضا وعرضا» ، وفيه تكرار. انظر اللسان والقاموس.