وتقول : تعدّيت المفازةَ ، أى تجاوزتُها إلى غيرها. وعَدَّيت النّاقةَ أُعدِّيها. قال :
ولقد عَدَّيْتَ دَوْسَرَةً |
|
كعَلَاة القَيْنِ مِذكارا (١) |
ومن الباب : العدُوّ ، وهو مشتقٌّ من الذى قدّمْنا ذِكره ، يقال للواحد والاثنين والجمعِ : عدوّ. قال الله تعالى فى قِصّة إبراهيم : (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ). والعِدَى والعُدَى والعادِى (٢) والعُدَاة. وأمّا العُدَواء فالأرض اليابسة الصلبة ، وإنَّما سمِّيت بذلك لأنّ مَن سكنها تعدّاها. قال الخليل : وربَّما جاءت فى جوف البئر إذا حفرت ، وربَّما كانت حجراً حتَّى يَحِيدوا عنها بعضَ الحَيْد. وقال العجّاج فى وصف الثَّور وحَفْره الكِنَاس ، يصفُ أنّه انتهى إلى عُدَوَاءَ صُلبةٍ فلم يُطِقْ حَفْرَها فاحرَوْرَف عنها :
وإن أصابَ عُدَوَاءَ احْرَورفا |
|
عنها ووَلَّاها الظُّلوف الظُّلَّفا (٣) |
والعُدْوة : صَلابةٌ من شاطىء الواد. ويقال عُدْوة ، لأنّها تُعادِى النّهر مثلا ، أى كأنّهما اثنان يتعاديَانِ. قال الخليل : والعَدَويّة من نبات الصَّيف بعد ذَهاب الرَّبيع ، يخضرُّ فترعاه الإبل. تقول : أصابت الإبل عَدَويَّه ، وزنه فَعَليّة.
عدب العين والدال والباء زعم الخليل أنَّه مهمل ، ولعلّه لم يبلغْه فيه شىء. فأمّا البناء فصحيح. والعَدَاب : مسترِقٌّ من الرَّمل. قال ابن أحمر :
__________________
(١) البيت لعدى بن زيد ، كما سبق فى (ذكر) ، وكما فى اللسان (دسر).
(٢) فى الأصل : «والعدى».
(٣) البيتان فى ملحقات ديوان العجاج ٨٣. وأنشدهما فى اللسان (عدا ، حرف ، ظلف).