عدم العين والدال والميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ على فِقْدَان الشىء وذَهابه. من ذلك العَدَم. وعَدِم فلانٌ الشَّىءَ ، إذا فقده. وأعْدمه الله تعالى كذا ، أى أفاتَه. والعديم : الذى لا مالَ له ؛ ويجوز جمعُه على العُدَماء ، كما يقال فقير وفُقَراء. وأعْدَمَ الرّجلُ : صار ذا عدمٍ(١). وقال فى العديم :
وعَدِيمُنا متعففٌ متكرِّمٌ |
|
وعلى الغنىِّ ضَمانُ حقِ المُعْدِمِ |
وقال فى العدم حسّانُ بن ثابت :
رُبَّ حِلمٍ أضاعه عَدَم الما |
|
لِ وجهلٍ غطّى عليه النّعيمُ (٢) |
عدن العين والدال والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على الإقامة. قال الخليل : العَدْن : إقامة الإبل فى الحَمْض خاصّة. تقول : عَدَنَت الإبل تَعْدِن عَدْناً. والأصل الذى ذكره الخليل هو أصلُ الباب ، ثمَّ قيس به كلُّ مُقام ، فقيل جنةُ عَدْنٍ ، أى إقامة. ومن الباب المعدِنُ : مَعدن الجواهر. ويقيسون على ذلك فيقولون : هو مَعدن الخَير والكَرَم. وأمّا العِدَان والعَدان فساحِلُ البحر. ويجوز أن يكون من القياس الذى ذكرناه ، وليس ببعيد. وقال لبيد :
ولقد يعلم صَحبى كلُّهم |
|
بِعَدَانِ السَّيفِ صبرى ونَقَلْ (٣) |
وعَدَنُ : بلد.
__________________
(١) يقال بفتحتين وضمتين ، وضمة.
(٢) ديوان حسان ٣٧٨ والبيان (٢ : ٣٢٥ / ٤ : ٥٨).
(٣) ديوان لبيد ١٤ طبع ١٨٨١ واللسان (عدن ، سيف ، نقل) وإصلاح المنطق ٦٠ والمخصص (٢ : ١٢٩). وفى اللسان (سيف) أن السيف : موضع. وفى (عدن) أن شمرا رواه بفتح العين ، ورواية أبى الهيثم بكسرها.