ويقال إنّ الجبلَ الذاهبَ فى السّماء يقال [له] عان ، وجمعها عَوَانّ.
وأمّا الأصل الآخر ، وهو الحبس ، فالعُنَّة ، وهى الحظيرة ، والجمع عُنَن. قال أبو زياد : العُنَّة : بناء تبْنيه من حجارة ، والجمع عُنَن. قال الأعشى :
ترى اللّحمَ من ذابلٍ قد ذوَى |
|
ورَطْبٍ يُرفَّع فوقَ العُنَنْ (١) |
يقال : عَنَّنْت البعير : حبسته فى العُنَّة. وربَّما استثقلوا اجتماعَ النُّونات فقلبوا الآخرة ياء ، كما يقولون :
تَقضَّىَ البازِى إذا البازِى كَسَرْ (٢)
فيقولون عَنَّيْت. قال :
قطعتَ الدّهرَ كالسَّدِم المُعَنَّى |
|
تُهدِّر فى دِمَشقَ ولا تَريمُ (٣) |
يراد به المعنّن. قال بعضهم : الفحل ليس بالرِّضا عندهم يعرّض على ثَيلهِ عُود ، فإذا تَنوّخَ النّاقةَ ليطرُقها منعه العُود. وذلك العُود النِّجَاف. فإذا أرادوا ذلك نحَّوه وجاءوا بفحلٍ أكرمَ منه فأضربوه إيّاها ، فسمَّوا الأوّلَ المُعَنَّى. وأنشد :
تَعَنّيتُ للموتِ الذى هو نازِل
يريد : حبست نفسى عن الشّهوات كما صُنِعَ بالمعَنَّى*. وفى المثل : «هو كالمُهَدِّر فى العُنَّة (٤)». قال : والرواية المشهورة : تَعَنَّنتُ ، وهو من العِنِّين الذى لا يأتى النِّساء.
__________________
(١) ديوان الأعشى ١٩ واللسان (عنن ١٦٦).
(٢) العجاج فى ديوانه ١٧ واللسان (قضض).
(٣) للوليد بن عقبة ، كما فى اللسان (سدم ، عنا). وهو من أبيات يحض فيها معاوية على قتال على ، رواها صاحب اللسان فى (حلم ٣٦ ـ ٣٧).
(٤) قال فى اللسان (عنن ١١٦): «يضرب مثلا لمن يتهدد ولا ينفذ».