بالإنسان. والعُلام فيما يقال : الحِنَّاء ؛ وذلك أنّه إذا خضّب به فذلك كالعلامة. والعِلْم : نقيض الجهل ، وقياسه قياس العَلَم والعلامة ، والدَّليل على أنَّهما من قياسٍ واحد قراءة بعض القُرَّاء (١) : وإنّه لَعَلَم للسّاعة قالوا : يراد به نُزول عيسى عليه السلام ، وإنَّ بذلك يُعلَمُ قُرب الساعة. وتعلّمت الشَّىءَ ، إذا أخذت علمَه. والعرب تقول : تعلّمْ أنّه كان كذا ، بمعنى اعلَمْ. قال قيس بن زهير :
تَعَلّمْ أنَّ خيرَ النّاسِ حَيَّا |
|
على جَفْر الهَباءة لا يريمُ (٢) |
والباب كلُّه قياس واحد.
ومن الباب العالَمُون ، وذلك أنّ كلَّ جنسٍ من الخَلْق فهو فى نفسه مَعْلَم وعَلَم. وقال قوم : العالَم سمِّى لاجتماعه. قال الله تعالى : (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ الْعالَمِينَ (٣)) قالوا : الخلائق أجمعون. وأنشدوا :
ما إنْ رأيتُ ولا سمع |
|
تُ بمثلِهمْ فى العالَمِينا |
وقال فى العالَم :
* فخندف هامة هذا العالم (٤)
__________________
(١) هم : ابن عباس ، وأبو هريرة ، وأبو مالك الغفارى ، وزيد بن على ، وقتادة ، ومجاهد ، والضحاك ، ومالك بن دينار ، والأعمش ، والكلبى. تفسير أبى حيان (٨ : ٢٦). وفى الأصل : «قراءة القرآن من القراء».
(٢) صدره فى اللسان (علم) ، وهو فى معجم البلدان (الجفر ، الهباءة). وفى أمالى القالى (١ : ٢٦١) عند إنشاد الأبيات : «لم يرث أحد قتيلا قتله قومه إلا قيس بن زهير ، فإنه رثى حذيفة ابن بدر ، وبنو عبس تولت قتله».
(٣) هى الآية الآخيرة بتمامها من سورة الصافات ، كما أنها جزء من الآية ٤٥ فى سورة الأنعام وأولها : (فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا).
(٤) صواب الإنشاد فيه بالهمز «العألم» وذلك أن أرجوزة البيت غير مؤسسة. وهى فى ديون العجاج ٥٨ ـ ٦٢ وأولها :
يادار سلمى يا اسلمى ثم اسلمي
وكان رؤية ينشده بترك الهمز ويعيب أباه بذلك ، فقيل له : «قد ذهب عنك أبا الجحاف ما فى هذه ، إن أباك كان يهمز العالم والخاتم» ، يشار بذلك إلى أن قبل هذا البيت أيضا فى ديوان العجاج ٦٠ :
مبارك للأنبياء خاتم