قالوا الطّراد! فقلنا تلك عادتنا |
|
أو ينزلون ، فإنّا معشر نزل (١) |
فائدة :
في شرح ديوان الأعشى للآمدي ، قال أبو الحرة : وجدت على ظهر كتاب المجاز لأبي عبيدة بخط أبي غسان ، رفيع بن سلمة المعروف بديار صاحب أبي عبيدة ، وحدثنا به السكري بعد حديثا يرفع إلى الأعشى أنه قال : لما خرجت أريد ابن قيس بن معدي كرب بحضرموت أضللت في أوائل أرض اليمن ، لأنني لم أكن سلكت ذلك الطريق ، فلما أضللت أصابني مطر ، فرميت ببصري كل مرمى ، أطلب لنفسي مكانا ألجأ اليه ، فوقعت عيني على خباء من شعر ، فقصدت نحوه فإذا أنا بشيخ على باب الخباء ، فسلمت فردّ السلام ، وأدخل ناقتي إلى بيت ، الى جانب البيت الذي كان جالسا على بابه ، وقال : احطط رحلك واسترح! قال : فحططت رحلي ، وجاءني بشيء فجلست عليه. قال : من تكون وأين تقصد؟ قلت : أريد قيس بن معدي كرب ، قال : أظنك قد مدحته بشعر؟ قلت : نعم. قال : أنشدنيه ، فابتدأت أنشده قولي :
رحلت سميّة غدوة أجمالها |
|
غضبى عليك فما تقول بدا لها |
فقال : حسبك! أهذه القصيدة لك؟ قلت : نعم ، ولم أكن أنشدته منها إلّا بيتا واحدا ، فقال : من سميّة التي شببت بها؟ فقلت : لا أعرفها ، ولكنه اسم ألقى في روعي فاستحسنته فتشببت. فنادى : يا سمية ، اخرجي. فإذا جارية خماسية قد خرجت فوقفت وقالت : ما تشاء يا أبة ، فقال : أنشدي عمك قصيدتي التي مدحت بها قيس بن معدي كرب وتشببت بك في أوّلها ، فاندفعت فأنشأتها من أوّلها الى آخرها ما حرّفت منها حرفا واحدا ، فلما أتمتها قال : انصرفي ، فانصرفت. ثم قال : هل قلت شيأ غير هذه؟ قلت : نعم ، كان بيني وبين ابن عم لي يقال له يزيد ابن مسهر ، ويكنى أبا ثابت ، كما يكون بين بني العم ، فهجاني وهجوته فأفحمته ، قال : وما قلت فيه؟قال : قلت قصيدة أوّلها :
__________________
(١) في الديوان ٦٣ برواية : (قالوا الركوب ... أو تنزلون ...) وانظر ه ٤ ص ٩٦٥